حل رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ ضيفا فوق العادة على المشهد السياسي العام في لبنان ..كيف لا ، والبيك قبلت استضافته في حضرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعد غياب دام لثلاثة اعوام...

الزيارة غير البريئة لابو تيمور صوبت باتجاه واحد : الحصول على تنازل "حزب الله" عن دعم رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في الملف الرئاسي والسير في تحالف رباعي جديد للاطاحة به..

طبعا ...يرسم جنبلاط على المدى الطويل في المسائل الداخلية والاقليمية ، فالمعلومات التي بحوزة البيك واصحاب الشأن في لبنان تشير بوضوح الى استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب او البعيد... والمعلومات ذاتها تشير الى اعادة تسلم دمشق مفاصل الملف اللبناني...وتلمح الى سيناريو يعمل عليه فريقي 8 و 14 لسحب بساط بيضة القبان من تحت اقدام جنبلاط ...

طبعا ...تؤكد مصادر مطلعة على اجواء اللقاء فشل البيك في تسويق سيناريوهاته الرئاسية ...فللرجل قناعته ومقارباته المغايرة لقناعات حزب الله الذي يؤيد عون بشكل كامل... كما ان افق الملف الرئاسي غير واضح المعالم ابدا في هذه المرحلة.. عليه انتهى الحديث الرئاسي عند هذا الحد...

في ملف لقاء " نصرالله - جنبلاط" ، طرحت مواضيع كثيرة على بساط البحث ... منها ملف الانتخابات النيابية وطرح شريحة مسيحية واسعة تقديمها على الرئاسية كما الاشكاليات المتعلقة بالتمديد الذي ترفضه الشريحة الاخرى..

ثمة سيناريوهات متعددة تناولت كل الفرضيات ...هنا، تؤكد المصادر ان جنبلاط سمع كلاما واضحا مفاده بان الخيارات في الملف النيابي مفتوحة على كل الاحتمالات والامور بحاجة الى المزيد من الدرس قبل حسمها ...لكن هذا الكلام لا يعني بان جنبلاط سمع الاجابة التي كان ينتظرها حول مصير الانتخابات النيابية والرئاسية ...

من المؤكد ...ان جنبلاط له كلمته في ملفات لبنانية كثيرة الا انه ليس مخولا للعب دور الوسيط المعتمد للتقريب بين حزب الله والمستقبل ... تجزم المصادر المطلعة والرفيعة المستوى ان كل ما قيل عن وساطة جنبلاطية للتقريب بين الطرفين عار عن الصحة وان البيك تناول في زيارته الخصوصيات في لبنان والمنطقة لكنه سمع اجابات عمومية ..بما يعني ان الزيارة اخذت طابعا شكليا فقط بالنسبة لجنبلاط وتركت ارتياحا في المشهد السياسي العام..

من المؤكد ايضا ، ان زيارة جنبلاط اليتيمة لن تمحو آثار مواقفه من النظام السوري او حول بعض الملفات الداخلية العالقة حتى في عز عصره الوسطي ...