في ظل الركود السياسي الذي عاشته الساحة اللبنانية، خلال عطلة نهاية الإسبوع المنصرم، برزت إلى الواجهة موجة جديدة من الصراع بين أنصار حزب "​القوات اللبنانية​" وأنصار "التيار الوطني الحر"، كانت ساحتها مواقع التواصل الإجتماعي، ومحورها "ذراع" رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، التي تعرضت للكسر وخضعت لعملية بسيطة.

البداية كانت من خلال بث "القوات اللبنانية" لخبر حادثة عون، ودخوله إلى مستشفى سرحال بعد تعرضه لكسر في كتفه خلال وجوده في حديقة منزله في منطقة الرابية، وقد تم استدعاء الدكتور رجا شفتري للإشراف على العملية الجراحية، الأمر الذي استدعى توضحياً من لجنة الإعلام في "التيار الوطني الحر" أكدت فيه أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" خضع لعملية جراحية بسيطة وهو بخير.

بعد ذلك، تحولت ساحات مواقع التواصل الإجتماعي إلى مسرح لحرب الكترونية بين أنصار التيار والحزب، استخدمت فيها مختلف أنوع "الإسلحة" اللفظية بين الجانبين، متجاوزين كل الأعراف الإجتماعية، وعكست مستوى غير لائق من التنافس السياسي على الأرجح لا يوافق عليها قادة التنظيمين بأي شكل من الأشكال. "تسلم إيدك جنرال" هو الهاشتاغ الذي اعتمد عليه أنصار "الوطني الحر" من أجل الدعاء لقائدهم بالسلامة أولاً، والردّ على الحملة التي يقوم بها أنصار "القوات اللبنانية" الذين إستغلوا الحادثة التي تعرّض لها من أجل الهجوم عليه، فكان شعار "الجنرال صار بدو حكيم" طاغياً، بالإضافة إلى شعارات من نوع "الجنرال بلا كتاف".

وعلى وقع هذه المعركة، لم يخلُ الأمر من إستخدام بعض التعابير النابية بين أنصار الفريقين، والتي أصبحت من التقاليد اللبنانية في التنافس الحزبي، لكن البعض من أنصار "الوطني الحر" وجد بالحادثة التي تعرض لها عون "بشرة خير"، مستذكرين كيف أن "الجنرال" وقبل وصوله إلى القصر الجمهوري سابقاً كرئيس للحكومة العسكرية، بعد إنتهاء ولاية الرئيس السابق أمين الجميل من دون إنتخاب رئيس جديد، كانت ذراعه قد تعرضت للإصابة أيضاً، والصور التي تعود إلى تلك الأيام تظهر هذا الأمر بشكل واضح.

في المحصلة، قبل أن يطمئن أنصار "الجنرال" على صحته فكروا في الإنتخابات الرئاسية، في حين لم يتنبه البعض من أنصار "الحكيم" إلى ضرورة إحترام المحنة التي يمر بها خصمهم.