رأى النائب محمد كبارة، في بيان أصدره من مكتبه في طرابلس، "أن لبنان يمر بأخطر أزمة كيانية تواجهه منذ الاستقلال في العام 1943"، معتبرا أن "ما جرى في بلدة ​عرسال​ الحبيبة ليس سوى أحد مفاصل هذه المؤامرة المستمرة التي تهدف إلى إسقاط ​الدولة اللبنانية​ نهائيا وبعثرة مكوناتها البشرية تمهيدا لإقامة دولة أخرى غير تلك التي نريدها ونتمسك بها".

وأكد كبارة "أن خيارنا هو الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية التي تعمل بإشراف سلطاتها الدستورية، ولذلك شنت الغرف السوداء، وفي موازاة حربها على عرسال الوطنية الصابرة، حربا عاتية عشوائية علينا لتشويه مواقفنا وتلفيق التهم لنا بأننا ضد الدولة ومؤسساتها".

ورأى أن "الجزء الأول من مؤامرتهم فشل، انتصرت عرسال والدولة اللبنانية معها، وبقيت عرسال قلعة صامدة على أرض الدولة اللبنانية التي دفعت من دماء شعبها وجيشها الكثير من الشهداء ثمنا مشرفا على درب إنقاذ الوطن"، متمنيا ان "تتكلل هذه الجهود الخيرة بالنجاح باستعادة أبنائنا المفقودين من عسكريين وأمنيين إلى حضن الوطن بأي وسيلة وبغض النظر عن اسم وهوية من يسعى لاستعادتهم، مع تقديرنا واحترامنا وتأييدنا لكل من يبذل أي جهد في هذا الاتجاه".

وأوضح أنه "قبل عرسال، انتصرنا نحن في طرابلس على ذلك الفصل الرهيب من الفتنة ولولا تحرك الدولة واحتضان المدينة وأهلها لخيار الدولة لما أفشلت المؤامرة في طرابلس، وإن بعد 20 جولة قتالية أو أكثر".

وتابع :"وفي هذا الإطار، نؤكد أننا كما كنا دائما سنبقى ثابتين متمسكين بالدولة خيارا واحدا وحيدا لحماية الوطن وضمان سلمه الأهلي بمؤسساتها الدستورية حصرا وليس بأي تشكيل مسلح خاص أو رديف أو أمن ذاتي، ونؤكد ونشدد على أهمية التطوع في القوى الشرعية - الدستورية العسكرية والأمنية، آملين وساعين كي يكون لطرابلس الحصة الكبرى في قرار التطويع الذي إتخذته الحكومة، فأبناؤنا للدولة، ولتبرهن وتثبت الدولة أنها تريدهم ولا تقصيهم".

وتابع "أما مدينتنا طرابلس التي لم تكد تطوي جولات العنف العبثية التي ضربت بشرها وحجرها وأمنها واستقرارها وعيش أبنائها حتى بدأت تواجه اعتداءات خطيرة ومن نوع مواكب للمؤامرة الكبرى، ما يؤكد أن فصولها ما تزال مستمرة بأوجه مختلفة ومتعددة، والفصول الجديدة من هذه المؤامرة اليوم تتمثل بالمحاولات الحثيثة لتشويه صورة طرابلس وضرب عيشها المشترك، وعزلها عن محيطها، سواء بالشائعات المغرضة، أو باستغلال بعض القرارات الادارية وإعطائها أبعادا طائفية ومذهبية، وذلك، بعدما فشل مخطط الحديد والنار في إخضاع المدينة على مدار 20 جولة".

وأعلن كبارة ان "ما يجري في طرابلس اليوم يتطلب الكثير من الوعي من مختلف مكونات المجتمع الطرابلسي بدون استثناء لما يحاك لمدينتهم، فأبناء طرابلس كلهم شركاء في مواجهة هذه الهجمة الشرسة وعليهم أن يكونوا يدا واحدة في التصدي لها والتأكيد على أن الفيحاء كانت وما تزال وستبقى حاضنة التعدد والانفتاح والسلم الأهلي والوحدة الوطنية".

وأوضح ان "إزالة إعلانات الكحول قانونية، أما شائعات منع بيع الصلبان الذهبية فكذب وتلفيق كما شائعة قيام مسلحين بجولات في أرجاء المدينة". وقال: "هذه أمور جرى تلفيقها وتضخيمها للإساءة الى طرابلس وإظهارها بانها مدينة متطرفة، وطرابلس منها براء. ففي العام 2004 أصدرت بلدية طرابلس قرارا يقضي بمنع كل الاعلانات التي تروج للمسكرات أو التي تخدش الحياء العام، ورئيس البلدية أكد أكثر من مرة أن الاعلان الذي تمت إزالته كان مخالفا للقانون. كما أكدت نقابة الصائغين أن أحدا لم يطلب من تجار الذهب عدم بيع الصلبان أو الايقونات وها هي الصلبان ما زالت تعرض في واجهات محلات المجوهرات، كما ما زالت الكتب تزين رفوف مكتبة رمزية يملكها كاهن مسيحي".

ودعا السلطة القضائية والأجهزة الأمنية إلى "ملاحقة مروجي هذه الشائعات وإحالتهم الى القضاء المختص، فاذا كانت جولات العنف ضربت مناطق معينة من طرابلس، وضربت اقتصادها وحركتها التجارية، فان ما تواجهه الفيحاء من شائعات اليوم هو عملية إغتيال متكاملة لسمعتها ودورها واقتصادها وتجارتها وسياحتها وهذا ما لن نقبل به وسنقوم بمواجهته جميعا بكل قوة وحزم".