انهارت التهدئة الأخيرة في قطاع غزة والتي جاءت بدعوة من الجانب المصري للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، عقب فشل مفاوضات القاهرة غير المباشرة، ما فتح الباب مجدداً أمام تصعيد إسرائيلي جديد بدأته قوات الاحتلال في مختلف مناطق قطاع غزة، إذ نفذت الطائرات الاسرائيلية أكثر من 50 غارة استهدفت عددا من منازل المواطنين الفلسطينيين وأراضٍ زراعية في مناطق حدودية بمختلف مناطق قطاع غزة وطواقم إسعاف أسفرت عن مقتل عددٍ من المواطنين وإصابة آخرين.

استهداف للمنازل..

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة ​أشرف القدرة​ إنّ "حصيلة الشهداء والجرحى ارتفعت بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل المواطنين"، موضحًا أنها "استهدفت منزلاً لعائلة الدلو في حي الشيخ رضون شمال غزة أسفر عن سقوط شهيدة وطفلتها، وإصابة أكثر من 20 مواطناً بجراح خطيرة ومتوسطة".

وفي حديث لـ"النشرة"، قال القدرة إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة جديدة بحق عائلة اللوح بعد أن قصفت منزلهم في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال تم انتشالهم من تحت أنقاض المنزل المدمر، وجنين كانت تحمله أمه في أحشائها.

وحذر القدرة قوات الاحتلال الاسرائيلي من الاستمرار في مسلسل استهداف منازل المدنيين الآمنين. وأشار إلى أنّ وزارته عمدت خلال التهدئة إلى مراجعة قدراتها الاستيعابية والدوائية، وتهيئة مستشفياتها وطواقمها الطبية والإسعافية لمواجهة التطورات الميدانية المتلاحقة.

ومع بدء التصعيد الاسرائيلي الجديد، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 2029 شهيداً و10290 جريحاً.

المقاومة تقصف البلدات المحتلة

في سياق آخر، اعلنت ​المقاومة الفلسطينية​ إطلاق أكثر من 50 صاروخاً تجاه البلدات المحتلة المواقع العسكرية الإسرائيلية، حيث قصفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" تل أبيب، ومدينة القدس المحتلة، وبئر السبع وأسدود وعسقلان ومناطق غلاف غزة، واستهدفت مطار "بن غوريون" في تل أبيب.

وطوال ساعات الليل، دوّت صفارات الإنذار في مدن "عسقلان" و"نتيفوت" و"اوفكيم" و"بئر السبع" و"كريات غات" و"غان يفنيه" و"أسدود" و"نيس تسيونا" و"رحوفوت" و"ريشون لتسيون" و"تل ابيب" و"بات يام" و"هرتسليا"، بينما اعترفت اسرائيل بإصابة أحد المركبات بشظايا أحد الصواريخ في تل أبيب ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

قرار إسرائيلي بإفشال المفاوضات

وبينما أكدّت حركة "حماس" أن المماطلة الإسرائيلية والمرواغة في مباحثات التهدئة بالعاصمة المصرية القاهرة لم تدع فرصة ولا وقتًا لنجاح التفاوض، ولم تسفر عن حدوث أي تقدم، أعلن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض للتهدئة في القاهرة ​عزام الأحمد​ مغادرة الوفد فجر الأربعاء، العاصمة المصرية بعد إظهار الحكومة الإسرائيلية عدم جديتها ورغبتها بالتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الأحمد في حديث للصحفيين في القاهرة إن الوفد الفلسطيني سيغادر القاهرة "لكننا لا نعتبر أننا انسحبنا، وعندما يرى الوسيط المصري أن الوقت والمناخ متوفر لاستئناف المفاوضات ويتلقى رداً من قبل الجانب الإسرائيلي على الورقة الفلسطينية فإن الوفد جاهز للعودة".

واعتبر الأحمد أن "الوسيط المصري عليه مسئولية رسم مستقبل المفاوضات في المرحلة المقبلة"، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم أن "التهدئة انهارت قبل عدة ساعات، فإنه سبق ذلك مغادرة الوفد الإسرائيلي مما يدل على أن هناك قرار مبيت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإفشال مفاوضات وانهيار التهدئة".

وأوضح رئيس الوفد الفلسطيني أن الوفد أظهر مرونة عالية جداً وتقدم بسلسلة اقتراحات أمس وسلم الوسيط المصري ورقة متكاملة تستجيب لكل متطلبات الوصول إلى اتفاق وتفاهمات تؤدي لوقف نزيف الدم والدمار وتفتح الطريق أمام مباحثات جدية ورفع الحصار "لكن نتنياهو لا يريد الاتفاق".