أشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تصريح بعد اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" إلى اننا "نعتبر اليوم ان ما يحصل مع مسيحيي العراق وسوريا والمنطقة وكل مكوناتها يصيبنا وان ما يستهدفنا في السياسة والحياة في لبنان انما يصيب الهوية المشرقية، حيث يشهد المشرقيون مسلسل تصفية هوية ووجود ودور"، لافتا إلى ان "النصرة وداعش تهاجم بلداتنا وتأخذ من سجننا المركزي مركزا لعملياتها ونستنزف بدل الحسم ويريدون الصمت علينا لبنان".

وأوضح انه "في الجوار تتم تصفية الحضور المسيحي من فلسطين وحولها على يد اسرائيل مباشرة وبعجز كامل من السلطات هناك، وفي سوريا تتم التصفية على يد جماعات التكفير وبمعاينة وتشجيع من المجتمع الدولي، وفي العراق تتم على يد داعش في ظل ضياع واشاحة وجهٍ بين المركز في بغداد والاقليم في كردستان".

ونبه العالم المسيحي إلى "ان ما يحصل لا يهدد المسيحيين في منطقتنا فقط بل في العالم كله"، وأضاف "كما ننبه العالم الاسلامي ان ما يتهددهم أكثر بكثير مما يتهددنا، إن القضية هي قضية انسان في اختلافه وتنوعه دينا وعرقا".

ورأى باسيل أنه "في لبنان، يتغلغل الارهاب ملثماً بالدين في مجتمعنا، ومتخفياً بزي النازحين في بعض اماكن ايوائهم

فنصرخ دفاعاً عن كل اللبنانيين ونتهم فوراً بالعنصرية واللاإنسانية. وتهجم بعض الجماعات اللبنانية المتطرفة على مواطنينا وعسكريينا، فنصرخ لحاجتهم باجراء عسكري او منطقة عسكرية ونتهم فوراً بالتحريض وتتم مناصرتهم علناً وزيارتهم ودعمهم".

وأضاف "وفي بناء الدولة نحارب بدل ان نشجّع في انتمائنا الى لبنان الدولة المدنية وليس الى اي دولة خارجية اخرى، وثم يبررون اللاتوازن الطائفي بعدم اقدام المسيحيين بعد ان يكونوا قد قتلوا فيهم روح التقدم لمؤسسات الدولة التي بدأت تكون غريبة عنهم فنصرخ لاعادتهم الى حضنها احتراماً لاتفاق موقع او قانون مقر او عرف معتمد الا ان روح التسلط والميليشيا في الدولة تتغلب على روح الدولة، وكأن بنا نعاقب على فكرنا الاصلاحي التغييري الهادف لتأمين ملاذ لأهلنا هو الدولة بدل تأمين الملجأ لهم من الارهاب أو التهجير من ميليشيات الحرب".

وقال: "وفي البقاء في الادارة العامة أو الدخول في مؤسسات الدولة، نواجَه ونقاصَص لفكرنا المؤسسي ونرى المياومين يدخلون عنوةً ويطردون عنوة، ونرى اشباههم متخفين بالقانون احياناً وبالخدمة المدنية احياناً اخرى وبالممارسة القمعية مراراً، ونستلم الوزارات فنضع لها الخطط والبرامج ونبدأ بتنفيذ المشاريع لاعطاء الناس حقوقها في الاتصالات والماء والكهرباء والنفط والعمل والقضاء العادل فيتم التحايل علينا لانتزاع هذه الحقائب منا ليتبين ان السبب هو ايقاف المشاريع وتوقيفها بحجج واهية عديدة، ففي الاتصالات تتراجع خدمة وموارد فقط بسبب اتخاذ اجراءات معاكسة لاجراءاتنا، واموال البلديات من عائدات الخليوي يحرمون منها فقط بسبب انه عمل حق قمنا نحن به، ومعامل الكهرباء التي كان يفترض انتهاء اثنين منها هذا الشهر تتوقف اعمالها، ليحرم المواطنون من وعد اعطيناهم اياه بــ24/24 في نهاية الــ2015، وسدود المياه يجري العمل على توقيفها لأنها في مناطقنا بالرغم من اننا في مرحلة جفاف استثنائية، ومشاريع بناء خط الغاز الساحلي ومحطة التغويز المائية يجري تجميدهم بالرغم من توفيرهم اكثر من مليار دولار سنوياً، ومشروع الاستكشاف والتنقيب عن البترول براً وبحراً يجري تأجيله مراراً ويحرم اللبنانيين من الخلاص الاقتصادي والمالي، فقط لمصالح البعض السياسية خارجياً، ولمصالح البعض المنفعية داخلياً وكأن بلدنا لا قيمة لازدهاره ولاستقراره".

ولفت إلى انه "في قانون الانتخاب، نُحَجّم فتطير المناصفة فعلاً معاشاً وتبقى كلاماً جميلاً. فنحاول تصديق الكلام ونقدم القوانين المحققة للشراكة فتطير ويطير معها شرعية المجلس النيابي والمجلس الدستوري، لنعيش تمديداً مرشحاً لتمديد تمدد معه حالة اللاشراكة واللامناصفة واللاتوازن".

من جهة أخرى، أوضح انه "في رئاسة الجمهورية، تنزع الصلاحيات وتصغر ويختار لها اشخاصا هم بتمثيلهم أصغر حتى من ممارسة ما تبقى. فنساوم للتعويض عن الموقع، قانوناً انتخابياً وتمثيلاً حكومياً وتشاركاً سياسياً. ثم نقاوم لاستعادة الموقع، فنتّهم بالتعطيل بعد ان عطلوا المركز ويريدون تعطيل من يملؤه"، معتبرا ان "التصفية السياسية لنا في لبنان هي تصفية معنوية لكل من نمثل وهي داعشية سياسية، والمطلوب من افرقاء الداخل التوقف عن ممارستها ومن افرقاء الخارج الامتناع عن تغطيتها".

وطالب باسيل المجتمع الدولي بـ"وقف جريمة الصمت وبوقف اي عمل يشجع على هجرة المجموعات المكونة للمنطقة والاقليات وخاصة المسيحية منها"، مشددا على ان "خطيئة تهجير ملايين المسيحيين لا يمكن مسحها او غفرانها باستقبال بضعة آلاف منهم".

وتوجه إلى الغرب، قائلا: "ان تفريغ الشرق من مسيحييه هو تفريغ للمسيحية من رسالتها ومعناها، وان تفريغ الشرق من مشرقييه هو تفريغ للبشرية من انسانها المتعدد، وان تفريغ الموصل وكسب وقصر بعبدا من ناسها الاصيلين سيؤدي الى املاء شوارعكم بمفرغيهم".

وأضاف "نحن نسأل الفاتيكان والكنائس الشرقية باستعمال نفوذهم وتأثيرهم الدبلوماسي في العالم ليس لتأمين الحماية فقط بل لتأمين العقاب والملاحقة للارهابيين عبر القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية". وقال: "نتوجه الى المسلمين في العالم بتحمل مسؤولياتهم تجاه ديانتهم بنزع اللثام عن التكفريين واظهار صورة الله البهية وعدم تقاذف خطر الارهابيين من بلد الى آخر وعدم وضع خطوط وحدود لتقدم داعش بل الغاء اي خط تواجد لهم والاطباق عليهم في كل دول المنطقة والعالم من خلال استراتيجية اقليمية لالغاء التكفير، يكون منبعها الفكر المتنور وتكون ادواتها سيوف الحق".

وطالب المسيحيين والاقليات في المنطقة "بالبقاء في ارضهم وبالدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة لهم ونطالب لهم بوسائل الدفاع عن انفسهم، ونقول لهم ان اقتلاعكم من ارضكم هو اقتلاعكم من ذاتكم، تلك الذات التي لن تجدون مكاناً لها في العالم، حتى في لبنان الذي هو مكان الجميع".

ورأى باسيل انه "من دون وجودنا في لبنان سيكون لكم صحراؤكم ويكون لنا جبالنا الموزعة في العالم من دون طعمكم ومن دون طعم لنا"، لافتا إلى ان "الآن هو آوان الشراكة والاعتراف بالآخر ادارةً ونيابةً ورئاسةً، أو هو اوان الداعشية السياسية. فاختاروا واعلنوا".