أشارت أوساط سياسية واسعة الإطلاع لـ"الديار" إلى ان "حركة دون بركة" هو الوصف الذي ينطبق على الحراك السياسي المحلي العاجز على اختراق الحواجز الإسمنتية والعراقيل المفخخة التي تحول دون تحقيق أي تقدم فعلي و جدي على خط انجاز الإنتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن.

ولفتت إلى انه "لا يوجد مؤشرات ولا تطورات المنطقة الخطيرة التي تهدد لبنان عموما والوجود والحضور المسحي في كل المنطقة، ولا اتصالات ولا زيارات ولا مبادرات النائب وليد جنبلاط نجحت في تحريك المياه الراكدة في بركة الإستحقاق الرئاسي الجامدة، وكذلك لم تنجح المناخات الإيجابية التي حملتها عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعد ثلاث سنوات من الغياب الطوعي عن لبنان في إضفاء أي تقارب في المواقف السياسية المرتبطة بالإستحقاق الرئاسي سيما أن هذه المواقف ستبقى محنطة بقالبها الجامد حتى اشعار آخر طالما أن القوى المسيحية السياسية لم تحزم أمرها في تقديم التنازلات المطلوبة لإنقاذ البلاد من فخ الفراغ القاتل الذي يصيب الرئاسة الأولى ويهدد بالتسلل نحو بقية المؤسسات والسلطات الدستورية على اطلاقها".

ورأت ان "وحدة الموقف السياسي المحلي الموحد في دعم واحضان الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب التكفيري الذي ضرب لبنان في عرسال والذي لا يزال يهدد البلاد بأشد المخاطر لا تكفي وحدها لتجاوز العوائق السياسية المرتبطة بملف الإستحقاق الرئاسي سيما أن المتابعين عن كثب للملف الرئاسي يدركون ويعلمون بأن انقاذ الإستحقاق الرئاسي محليا وخلافا لكل ما يقال لا يزال مرتبطاً بالدرجة الأولى بالموقف المسيحي المنقسم انقساما حادا حول ملف رئاسة الجمهورية بحيث أن هذا الإنقسام بخلفياته وابعاده السياسية يعطل كل المبادرات ويمنع اي تقدم في هذا الملف على الرغم من وجود الكثير من الطروحات المحلية التي تحظى بقبول إقليمي - دولي يمكن أن تشكل مدخلا جديا لإنهاء حالة الشغور الرئاسي إلا أن هذه الطروحات تبقى قيمتها صفر طالما أن بعض القوى المسيحية الأساسية لا تزال تتعاطى مع ملف الإستحقاق الرئاسي بعناد، وهذا أمر خطير يهدد ليس بضياع الموقع المسيحي الأول في لبنان والمنطقة بل يتهدد بضياع لبنان وانزلاقه أكثر وأكثر نجو منزلقات مجهول الفراغ القاتل للدولة اللبنانية ولبنان الكيان الوطن الحر السيد المستقل".