لا شكّ في أنّ الخصومة بين تنظيمي "داعش" و"​جبهة النصرة​"، في تزايدٍ كلّ يوم بسبب الاختلاف على أمورٍ كثيرة بدأت تتردد بعد إعلان "داعش" اقامة الدولة الاسلامية في الشام والعراق، وما تبعها من ممارسات في سوريا، ومن اشتباكات بين التنظيمين.

وأتت معركة عرسال بين هذه التنظيمات و​الجيش اللبناني​ لتكشف المزيد من المعطيات حول التباعد بين التنظيمين الارهابيين. فقبل المعركة في عرسال، طلبت "داعش" من المجموعات المسلحة في القلمون وجرود عرسال مبايعتها ومنحها مهلة لتنفيذ ما طلب، فحصل هذا الامر من بعض المجموعات ومنها مجموعة عماد جمعة الموقوف لدى الجيش والذي كان سبباً في اندلاع معركة عرسال.

تشير المعلومات إلى أنه، وقبل المعركة، أدخل تنظيم "داعش" عناصر وأسلحة إلى بلدة عرسال التي يعتبرها ممراً لمقاتليه ومجموعاته، وذلك في محاولة للسيطرة عليها لقطع الامدادات الغذائية والطبية والعسكرية عن جبهة "النصرة" في الجرود بهدف اخضاعها لأن عرسال هي المكان الاسهل للحصول على تلك الامدادات. وهذا الدخول يفسر خروج عدد كبير من المسلحين خلال المعارك من مخيمات النازحين السوريين في البلدة، وايضاً من اجل احتلالها، واحداث فتنة في منطقة البقاع من خلال التحضير لهجوم "داعش" على مناطق اخرى انطلاقاً من عرسال، وذلك كما تكشف مصادر مطلعة لـ"النشرة".

وتشير المصادر إلى أنّ تنظيم "داعش" قام، بعد توقيف جمعة، بالهجوم على مراكز الجيش انطلاقاً من البلدة ومن الجرود، وكان في قيادة الهجوم أمير التنظيم في القلمون ابو حسن الفلسطيني الذي قتل بعد اصابته بجروح بعد قصف الجيش لموقع المصيدة اثناء انسحاب مجموعته، بعدما أخذت عدداً من جنود الجيش كرهائن واستولت على الذخائر والاسلحة في المركز، وترددت معلومات عن محاولات نقل الفلسطيني الى تركيا لمعالجته لكنه توفي متأثراً بجراحه ولم تنجح محاولات انقاذه. وتقول المصادر: "هنا حاولت "النصرة" التي شاركت في الهجوم على الجيش ايضاً، الالتفاف على "داعش" فعقدت اجتماعاً ضمّ أميرها ابو مالك التلي والشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية" في منزل الاخير، طالب فيه التلي بمساعدته ومساندته في فتح معركة مع "داعش" للقضاء عليه في عرسال، وتعهد ببناء ما سيتهدم نتيجة المعركة ان حصلت مع "داعش" من جديد"، وذلك حسب بعض مصادر التي اطلعت على مضمون الاجتماع، لكن "أبو طاقية" رفض ذلك، وهذا ما أدى بالتلي الى تهديد الأخير والقول له "أَجَلَكْ قرَّب"، لينتهي الاجتماع بعد ذلك على خلاف بين الفريقين.

الأكيد في معركة عرسال أنّ الجيش أنقذ لبنان من فتنة كبيرة كانت ستحصل بسبب مخططات "داعش" و"النصرة"، والاهم نجاة عرسال من مخطط كانت نتائجه ستبدو كارثية عليها خاصةً وعلى منطقة البقاع عامةً. لكن هل سيكون لهذه الجماعات الارهابية مخططات للعودة مجدداً الى عرسال والسيطرة عليها، خصوصًا في ضوء ما يُحكى عن وجود عشرات المسلحين فيها حتى اليوم؟