- يعرف الأميركيون قبل غيرهم أسباب انسحاب الجيش السوري من الرقة، لأنهم يعرفون أن القتال لهزيمة داعش كان يستدعي من الجيش السوري حشد قدراته هناك، وتحويل المعركة إلى حرب لا تنتهي إلا بنهاية داعش، وأن هذه المهمة قررت سورية ألا تدفع كلفتها منفردة، وترك الغرب والعرب المذعورين يحصلون على أمانهم مجاناً، ويعودون للحرب عليها بأدوات أخرى، وكانت رسالتها، نستطيع أن نصمد ونناور ونتراجع، فماذا تستطيعون أنتم الذين أنشأتم ومولتم وجهزتم واستجلبتم ونظمتم داعش وأخوات داعش؟

- يعرف الأميركيون أن وضع الديمغرافيا العراقية يمنع داعش من التوسع في العراق، وأن مدى التوسع في سورية محكوم بخط نار رسمه الجيش السوري يجعل من كل توسع متاح، تمدد داخل الحيز نفسه من دون تغيير قواعد الاشتباك، لذلك يعرف الأميركيون أن داعش محكوم على توسع قواه في سورية والعراق وحتى لبنان بالفشل، ليصير تطلع التوسع نحو الأردن ومصر والسعودية وتركيا حكماً، والمعلومات تقول إن المدينة المنورة أو مكة المكرمة تنتظران مع موسم الحج وعيد الأضحى، نوعاً من انتفاضة مسلحة لداعش تنتهي بالسيطرة على الأماكن المقدسة.

- لا بد من استباق الأضحى، بتحالف يحجم حركة داعش ويربكها، وينقلها من الهجوم إلى الدفاع، تمهيداً لبدء تقليص الانتشار الجغرافي وفرض الحصار وصولاً لبدء الحسم، والثابت من تجارب جيوش الغرب أنها أعجز من خوض حروب البر، وأنها أعجز من الحسم من الجو على رغم كفاءتها العالية في حروبه، وأن جيوش المنطقة خارج الحلبة الجدية إلا كتعداد متمم إذا وجد عصب لحروب البر، لا الجيش العراقي ولا السعودي ولا التركي ولا حتى «الإسرائيلي»، الجيش السوري وحده مؤهل لتشكيل هذا العصب.

- قرار مجلس الأمن يقدم الإطار القانوني الذي لا يحرج أحداً وحكومة بغداد ستتولى الدعوة، وينعقد اللقاء الأول على مستوى مندوبين وضباط لدول جوار العراق والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فتولى لافروف التشجيع على التعاون مع سورية، وقال وزير خارجية سورية أن لا مانع بذلك.

- دار العالم حول نفسه عشر مرات وعاد يقول لا بد من سورية.