لفتت أوساط وزارية لصحيفة "الراي" الكويتية، الى ان "اتباع الحكومة أسلوب الكتمان الشديد وتجنّب كشف اي شيء جدي في المساعي الجارية لتحرير الأسرى العسكريين لن يتأثر إطلاقاً بأساليب دعائية أياً يكن مصدرها ولو ظهرت الحكومة في هذا السياق في موقع ضعف ظاهري لان الامر لا يحتمل تشاطراً وانزلاقاً الى الاستدراج الدعائي بما من شأنه ان يعرض حياة الاسرى للخطر".

واعربت الاوساط عن "استياءها الشديد من بعض أوجه التعامل الإعلامي الداخلي مع جوانب يفترض ان تبقى طيّ الكتمان بعيداً من التداول العلني كمثل الحديث عن أماكن مفترضة لاحتجاز الرهائن او سواها من سيناريوات غالبا ما تعوزها الدقة، فإنها ترسم علامات شكوك واسعة حول خلفيات هذا التعامل ولا تبرئ جهات سياسية من تبعته في اطار الضغط لتحصيل مكاسب ظرفية تتصل بتصفية حسابات سياسية".

واشارت الأوساط الى "وجود معطيات معقولة تسمح بالرهان على صحة الاتجاهات التي تتبعها الحكومة في اتصالاتها ومساعيها لتحرير الاسرى وتحرص على عدم إظهارها للإفساح امام فرص إنضاجها"، لافتة الى ان "ما يمكن الحديث عنه في هذا المجال هو بروز تمايزات بين الجهات الخاطفة قد يمكن البناء عليها لمعرفة التعامل مع كل منها، وهو الأمر الذي تلمسه بوضوح جهات خارجية معنية بمساعدة الجهات اللبنانية في عمليات الوساطة، كما ان حصْر عملية الإمساك بهذا الملف من جانب رئيس الحكومة ​تمام سلام​ ووزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم يساعد الى مدى بعيد في منْع تسرب اي معطيات، علماً ان مجلس الوزراء مجتمعاً أبدى تفهمه ودعمه لهذا المنحى حتى لو لم يجر اطلاع المجلس نفسه على كل التفاصيل المتعلقة بهذه الجهود".

واعربت الاوساط عن "عدم اطمئنانها للواقع الأمني السائد في عرسال ومحيطها"، مشيرة الى "استبعاد حصول تطورات سلبية واسعة في المدى المنظور نظراً الى اعتبارات ميدانية وإقليمية عدة"، مؤكدة ان "إجراءات الجيش في المنطقة تبدو متحسبة لأقصى الاحتمالات"، لافتة الى ان "الاجراءات الوقائية لا تقتصر على عرسال ومنطقتها بل تتمدّد في مختلف المناطق الحدودية الشرقية وفي مناطق اخرى في الداخل ايضاً".

واضافت الاوساط ان "ثمة مناخاً سياسياَ إيجابياً لناحية الإجماع على دعم الجيش في كل الاجراءات المتشددة الاحترازية التي يتخذها وخصوصاً بعدما باتت أساليب التنظيمات الارهابية تفرض استنفاراً دائماً وتحسباً لعمليات مباغتة قد تقدم عليها بأوقات وأماكن غير محسوبة ابداً"، متوقعة ان تظهر في وقت قريب طلائع دعم لوجستي وتسليحي مهمّ للجيش من شأنه ان يطلق رسالة واضحة حيال ثبات الدعم الغربي والأميركي تحديداً للجيش فضلاً عن تحريك وشيك للهبة السعودية الاخيرة بقيمة مليار دولار وبداية تسييلها وفق ما تَقرر في اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ لدى عودته الى لبنان قبل أسبوعين.