ذكرت "الاخبار" الفحوصات التي أجرتها جمعية حماية المستهلك في لبنان واتحاد بلديات الضاحية كشفت عن وجود تلوّث كبير في المياه التي تضخ بواسطة الشبكات العامة إلى المنازل. التلوّث يسبب "التهاب الكبد الوبائي" ويترك آثاراً كبيرة في الجسم البشري بسبب وجود معادن من نوع الزئبق والزرنيخ والملوحة العالية"، واوضحت ان "التلوّث سببه التعديات على الشبكة واختلاطها بمياه المجارير".

وبحسب رئيس جمعية حماية المستهلك زهير برّو، فإن الفحوصات أظهرت بوضوح "أن المشكلة الأساسية هي في الضاحية الجنوبية. إذ تبيّن وجود سلسلة مشاكل صحية يسببها هذا التلوّث، سواء التهاب الكبد الوبائي وغيره من الأمراض التي لا تنتج إلا من اختلاط المياه العامة التي تضخّها الدولة إلى المنازل بمياه المجارير". وأوضح أن الجمعية طلبت "إبلاغ وزارة الصحة العامة بوجود هذه الأمراض نظراً إلى سهولة انتشارها".

واشارت مسؤولة قسم المراقبة وسلامة الغذاء في الجمعية ندى نعمة إلى أنها استخرجت 23 عيّنة من المياه التي تضخها الدولة إلى المنازل في منطقة الضاحية الجنوبية، وقد تبيّن من الفحوصات المتكررة أن جميعها ملوّثة. أُخذت العينات من مناطق: الغبيري، الشياح، الشويفات، التيرو، حي السلّم، عين الدلبة، برج البراجنة، صفير وبئر العبد، وأخضعت لنوعين من الفحوصات: الفحص الجرثومي والفحص الكيميائي. نتائج الفحوصات الجرثومية أظهرت وجود بكتيريا مسببة للأمراض المعوية مثل "الأحياء القولونية البرازية، الأحياء القولونية الإجمالية وأشريشيا إيكولاي".

واكدت نعمة أن وجود هذه الأنواع من البكتيريا "هو دليل على التلوّث الناتج من اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه المجارير". أما الفحوصات الكيميائية على العينات، فقد كشفت عن وجود "مواد خطيرة جداً على الاستهلاك البشري مثل الزئبق والزرنيخ، فضلاً عن مستويات مرتفعة من الملوحة في المياه بنسبة تزيد 30 ضعفاً و40 ضعفاً على المعدلات المقبولة، ومستويات مرتفعة من الصوديوم أيضاً تجعل مياه الدولة مماثلة لمياه البحر. وتؤكد نعمة أن وجود الزئبق والزرنيخ يدلّ على وجود ملوّثات صناعية وخصوصاً زيوت السيارات والمخلفات الصناعية، إذ إن هذه المعادن الصناعية مضرّة جداً بالإنسان" وفق نعمة.

بدوره، اكد رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد الخنسا ان "كل المياه في الضاحية موبوءة". اضاف عند هذه النقطة "كان لا بدّ من تأكيد النتائج التي تفسّر ظهور حالات تسمم كبدي في بعض مستوصفات المنطقة، فأجرينا فحوصات إضافية في مناطق متعددة من الضاحية أظهرت أن التلوّث هو أمر واقع، وأنه أصبح خطيراً جداً على السلامة العامة".