مرة جديدة يستفز رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ جماهير "تيار المستقبل". ومرةً جديدة يأتي هذا الإستفزاز الجنبلاطي من خلال قناة "حزب الله" الأمر الذي يضاعف منسوب غضب قاعدة التيار الأزرق الشعبية ضد "البيك".

يوم الأحد الفائت وخلال جولة له في قرى عاليه، إختار جنبلاط بلدة كيفون كأرضية مناسبة لوصف تشبيه الوزير ​أشرف ريفي​ "حزب الله" بـ"داعش"، بالغباء والتعصب والهرطقة. هذا الهجوم العنيف أصاب مباشرة هدفه، وكان محط نقاشات موسعة خلال الأيام القليلة الماضية داخل غرف القرار لدى التيار الأزرق. من بين هذه النقاشات، رجّح البعض في تيار "المستقبل" أن يكون الهجوم الجنبلاطي نابعًا عن عدم تلبية ريفي بعض الطلبات الخدماتية الجنبلاطية، التي تخضع لصلاحيات وزارته، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي"، ودفع به الى قول ما قاله في كيفون، علّ الضغط الذي قد ينتج عن هذا الهجوم قد يدفع بريفي الى التعاون وتلبية هذه الطلبات التي لا تكلف الوزير عادةً، أكثر من توقيع.

أما البعض الآخر من قيادات تيار "المستقبل"، فرأى في إستهداف "البيك" لوزير مستقبلي بارز، رسائل سياسية، وإستكمالاً للقاء الذي جمع جنبلاط بالأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. "هي إنعطافة جديدة من الوسطية التي تغنى بها جنبلاط منذ انقلابه على تحالفه مع قوى الرابع عشر من آذار بعد انتخابات عام 2009، الى كنف حزب الله، وخير دليل على ذلك، كيف سمح جنبلاط في الجولة عينها وتحديداً من بلدة بيصور، بأن يوجه رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان تحية الى "شهداء المقاومة الإسلامية الذين سقطوا في سوريا دفاعاً عن لبنان"، كل ذلك من دون أن يعلق جنبلاط على هذه التحية".

وفي تفسير مستقبلي لهذه الإنعطافة، يرى نائب في الكتلة الزرقاء أن جنبلاط لم يخرج نفسياً حتى اللحظة من عقدة أحداث السابع من أيار، ولا يفارقه شعور الخوف من سلاح الحزب، يضاف الى هذا السلاح اليوم، سلاح الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وما قام به هذا التنظيم في عرسال، لذلك يعتبر أن ما من سلاح يحميه من أي غزوة داعشية للبنان إلا سلاح الحزب الوحيد الذي يملك منظومةً عسكرية جاهزة لأي مواجهة، من هنا تراه في كل مرة يتوتر فيها الوضع الأمني، يتقرب من حزب الله أكثر فأكثر، يغازل الجماهير بهجومات على تيار المستقبل، ويلتقي قيادته إذا سنحت له الفرصة.

المفسرون لهجمة "البيك" على اللواء لا يترددون في الذهاب بعيداً في تفسيرهم ويقولون "لو كان جنبلاط مؤكداً من أن الرئيس السوري بشار الأسد يفتح له أبواب قصره بعد كل ما قاله بحق النظام منذ بداية الأحداث السورية، فلن يتأخر بالإعتذار عن كل ما صدر على لسانه بحق الأسد، وبالتوبة عن كل دعوة وجهها لدروز سوريا كي يساندوا فصائل المعارضة هناك.

إذاً هناك عتب مستقبلي على زعيم المختارة، هذا العتب لن يصل الى جنبلاط عبر القنوات النيابية أو الحزبية، بل سيترك لرئيس التيار النائب سعد الحريري شخصياً، وبسبب هذا القرار المتخذ، لم يرد نواب كتلة المستقبل على جنبلاط دفاعاً عن وزيرهم في الحكومة.