أشار عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خلال ندوة بمناسبة الذكرى السنويـة السادسة والثلاثين لاخفاء الامام السيد موسى الصدر الى ان "الحراك الشعبي كان وفياً لفلسطين، ولم يكن ينقصنا الاخلاص على المستوى الشعبي ولكن الحكام في تلك الحقبة لم يكونوا على مستوى طموحات وآمال الشعوب بل على العكس أحدثوا انكساراً لتضحيات كبيرة فنحن نذكر الشيخ عز الدين القسام واستشهاده عام 1935 وكذلك الوقفات الجريئة للمقاومة الشعبية في تلك الفترة، وكذلك مواقف الامام السيد عبد الحسين شرف الدين الذي وجه نداءً شهيراً عام 1948 بمناسبة الأول من محرم ليكون الانتصار للحسين بالوفاء لقضية فلسطين عندما قال : هذا شهر محرم الدامي الذي انتصرت فيه عقيدة وبعث منه مبدأ الا ان قتلة الحسين بكر في القتلات فلتكن قدوتنا به بكراً في القدوات ليكون لنا ولفلسطين ما كان له ولقضيته من حياة ومجد وخلود".

وأضاف حمدان أن "رسالة عبد القادر الحسيني لم تزل في أدراج جامعة الدول العربيـة عندما أرسل رسالة الى جامعة الدول العربية في 5 نيسان 1948 أثناء معركـة القسطل والتي انتصر فيها بداية إلا أن تخاذل العرب وعدم ايصال الدعم حول النصر الى هزيمة، ولذلك جاء في برقيته الى جامعة الدول العربية، "لقد تركتم جنودي في عز انتصاراتهم دون عون أو سلاح إني أحملكم المسؤولية"، والرد لم يأت حتى هذه اللحظة.

ولفت الى أن "الامام السيد موسى الصدر وجد الانهيار أمام عينية وان اسرائيل تقتل من تشاء وتخطف ما تشاء وتحرق الأراضي وتدمر المنازل على رؤوس أصحابها دون أن يكون هناك دولة تدافع عنهم بل على العكس كانم الموقف المتداول في ستينيات القـرن العشرين ان قوة لبنان في ضعفه مما أغرى العدو الصهيوني ليقول أن لبنان لا يحتاج أكثر من فرقـة موسيقية لاجتياحه من الناقورةالى بيروت أمام هذا المشهد المهين وأمـام نزف الدم الجنوبي واللبناني والفلسطيني وقف ليقول : " ان موقف الدولة بالتخلي عن أبنائها بحجة أن قوة لبنان في ضعفه ليس إلا هروباً من المسؤولية وخدمة تسدى للأعداء، فالموقف الذي يحصن حدود الوطن ويحفظ انسانه أن نتصدى، ونواجه وأن نرفض أن نكون ضحايا بل الموقف ينبغي أن يكون موقف الشهداء فقوة لبنان في مقاومته وضعف لبنان في ضعفه"، مضيفاً "من هنا انتصر الامام السيد موسى الصدر لفلسطين وللشعب الفلسطيني ومقاومته ومن هنا حمل هم الجنوب وفلسطين وكل لبنان ليؤكد الامام في غير مناسبة أن التخلي عن القدس الشريف بمثابة التخلي عن الدين وان اقتناء السلاح لمواجهة العدو الصهيوني ضروري كاقتنـاء الانجيل والقرآن والخشية كل الخشية أن لا ندافع عن أرضنا فمسألة الدفاع عن الأرض كالدفاع عن النفس لا يحتاج الى مزيد من التفكير أو التأمل".

وأضاف حمدان ان افكار السيد موسى الصدر وسلوكه الحاسم لجهة انحيازه لقضايـا العدل والحق شكل عنده حافزاً لتكون فلسطين والقدس في خطبه وكلماته في الأفراح والأتراح ومـا وصفه بأن اسرائيل شر مطلق إلا الاصرار على استمرار المقاومة عبر جميع الأجيال حتى النصر من هنا انطلقت حركة أمل ومن هنا نقول أننا على الخط باقـون والدليل آلاف الشهداء والجرحى في مسيرة أفواج المقاومة اللبنانية أمل الذين ضربوا أروع المثل في المقاومة ومواجهة العدو الصهيوني.

وأضاف حمدان، "ذكرى اخفاء الامام الصدر هي بمثابة استحضار لكل القيم التي من أجلها ضحى وجاهد من العيش المشترك الى وحدة الموقف العربي على قاعدة بناء جبهة متينة في وجه اسرائيل الى تصحيح البوصلة باتجـاه المقدسات هي مناسبة لنوجه تحية اعزاز واكبار لغزة وشهداء غزة وجرحى غزة وجميع الصامدين والمقاومين فيها وهي تحية وتضامن مع أطفال غزةومساجدها المدمرة وشوارعها المحروقة، كل ذلك يجري ومعظم العرب منهمكون في صراع خارج دائرة فلسطين في عملية استنزاف ولا أبشع لطاقات وامكانات الأمة العربية والاسلامية ليستقدم لعدة أوطان شذاد الآفاق لضرب الشعب العربي فيما لم يتضامنوا ولو بكلمـة مع فلسطين وغزة نعم لقد انتصرت غزة وهزمت اسرائيل ولذلك تبقى المقاومـة الخيار وفلسطين الاتجـاه ووحدة الشعب ضرورة المسار".

وأخيراً، دعا حمدان الى "التضامن مع غزة لاعادة اعمارها لأن صمود هـذا الشعب يؤكد على أن الشعوب لا زال بإمكانها أن تنتصر وأن آلة الموت والدمار لن تقوى كسر الارادات وان قصف المساجد والأبراج والمنازل لا يمكنها أن تقصف العقول بل ان المرحلة القادمة مرحة بناء وعمل وجد وجهاد وإعادة الحسابات على قاعدة أن أي صراع خارج فلسطين ليس إلا هدراً للوقت وللطاقات والامكانات فلا مجال لإضاعة الوقت فالوقت من دم".

وطالب المسؤولين الليبيين والشعب الليبي "بالعمل الجاد لتحرير الامام وأخويه سيما وأن الشعب الليبي ومعظم مسؤوليه اليوم كانوا عرضة لظلم القذافي، فمن الطبيعي أن ينظروا لقضية الامام الصدر كونها قضية العصر".