طالب بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل الأول ساكو بقوات دولية تنتشر في المناطق المسيحية، لرد التكفيريين، تساعدها عناصر مسيحية تتجند فيها، من أجل عودة المسيحيين الى ديارهم"، معتبرا أن "العالم ناسينا، فنحن نوجه رسائل يومية إلى دول العالم ولا من يجيب"، لافتاً الى أن "المسيحيين العراقيين خائفون، ووجودهم مهدد، وهناك نحو 120 ألف مهجر سيغادرون لاحقاً الى الدول الغربية".

وشدد ساكو في حديث صحفي على أن "أميركا والغرب شركاء في التهجير، فمسيحيو العراق أهل ثقافة وحضارة، ولهم لغتهم الخاصة، وكلّما تهجرت أفواج منّا ضَعفنا"، لافتا الى أنه "يجب على مسيحيي لبنان في الدرجة الاولى، وسوريا وبقية المنطقة، التوحد ودعمنا للمساعدة على بقاء نصف مليون كلداني في بلاد الرافدين"، مؤكدا أن "لبنان هو محطة لهجرة الكلدان وليس بلداً يستطيعون البقاء فيه والاستغناء عن الغرب، إذ إن أوضاعه الاقتصادية مزرية ويحتاج الى مساعدة".

ووصف ممارسات تنظيم "داعش" بأنها "تعيدنا الى عصر الجاهلية، والغريب أن العالم اهتز لمقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي، ولم يتحرك عندما تعرض المسيحيون للتهجير"، مشيراً الى "غياب أي بقعة آمنة يستقر فيها الكلدان ريثما يعودون الى بلداتهم".

وأوضح ساكو أن "المسيحيين أقلية في العراق، وثقافتهم ليست ثقافة قتال، وطبيعة الأرض لا تساعدهم على القتال، إذ إنها أرض سهلة ولا يوجد فيها جبال ومغاور مثل لبنان"، نافياً أن "يكونوا قد طلبوا سلاحاً لتأليف ميليشيا مسيحية، لأنه سيقضى عليها أمام الأعداد الهائلة لـ"داعش".

وطالب ساكو "المرجعيات الإسلامية بإصدار فتاوى تحرم قتل المسيحيين، وليس فقط قتال الإسلام"، شاكرا "البطريركية المارونية وسائر البطريركيات التي قدمت مساعدات الى المسيحيين العراقيين من خلال زيارة كردستان".

وفي حديث صحفي آخر، اوضح البطريرك ساكو أن "ما حصل اقرب الى قصص الخيال بتهجير اصحاب الارض منذ الفي سنة ويمكن ان لا يعودوا الى اراضيهم. ان جيراننا المسلمين لم يساعدونا وليس كافيا إصدار فتوى بمنع المسلم من قتل المسلم بل المطلوب تحريم قتل الانسان البريء"، مشيرا الى ان "الغرب تفرج علينا ويبدو انه تناسى المأساة ويتحملون مسؤولية تاريخية لن يغفر لهم احد هذه الجريمة بحق الانسانية".

وعن اللقاء مع سفراء الدول الكبرى أوضح أنهم "لم يتجاوبوا معنا ونحن لا نريد اقوالاً وتصريحات وتحرير بيانات وان اميركا هي المسؤولة عما جرى للمسيحيين في الشرق، وان البطاركة لن يتوسلوا احداً لا العرب ولا غيرهم من اجل احقاق الحق، فالجميع يعرف مسؤولياته التاريخية والتي سيحاسب عليها عاجلاً ام آجلاً".

ورأى أن "أميركا وراء داعش مما يشكل جريمة العصر وبكل وقاحة يريدون نزع المسيحيين من اديارهم وكنائسهم بفعل حاجتهم في الغرب الى يد عاملة يريدون تهجيرنا الى هناك، لكننا لن نترك الارض مهما كانت التضحيات".