اشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ ​عبد الأمير قبلان​ خلال خطبة الجمعة الى انه "في هذه الايام تحل ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، فالامام الصدر رجل مثالي وتاريخي نتذكره ونسير سيره وننتهج نهجه ونعمل عمله، فالامام موسى الصدر رجل الانفتاح والتواصل والاعتراف بالاخر والانفتاح عليه، لذلك بعد هذه المدة الطويلة من الغربة بفعل احتجاز ظالم لا يخاف الله فان علينا ان نتحرك على ساحة جهاد الامام الصدر فنعمل بصدق وجدية لما جسده هذا القائد المثالي الذي احب الانسان وعمل لانقاذه وتصحيح مسيرته اذ كان همه الانسان لا يفرق بين مذهب واخر فوضع نصب عينيه الاهتمام بالانسان وتفريج همه وكشف غمه والسهر على حياته واستقراره. نتذكر الامام الصدر لنسير سيره فهو رجل مبارك ونموذج صالح يخطب في الكنيسة والمسجد وكان يدخل بيوت الناس دون تفريق بين انسان واخر، ونحن نتذكره في ايام المجازر والحقد والحسد والانانية لنفرج الهم عن الانسان بوصفه خليفة الله على الارض مما يحتم ان نتحرك ونعمل جادين في الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونعترف بوجود الاخرين ونعمل في سبيل الاصلاح والحق لانكار المنكر وازهاق الشر والعمل لما يرضي الله تعالى".

اضاف: "ان الامام الصدر لا زال حاضرا فينا، فنحن ندين له بالانفتاح والعمل لانقاذ الانسان وامنه اذ كان يعمل لازاحة الهموم ونشر العدل والاصلاح بين الناس والدعوة للمعروف والامام الصدر رجل مبارك عمل في سبيل اسعاد الناس واستقرارهم وخيرهم لابعاد الشر عنهم، ونحن نتذكره باستمرار لنقول للناس اعملوا عمله وسيروا سيره وانهجوا نهجه واقتدوا بفضله، لذلك نطالب الجميع ان يقتدوا بالصالحين من الاخيار والابرار وعلينا ان نننكر المنكر ونحارب الشر ولنتحدى الظلم لنكون على الساحة المحلية والعالمية في خير وعافية وامن وامان".

ورأى "ان رجل الدين خليفة الانبياء والاوصياء والصالحين والامام موسى الصدر رجل دين زاهد ورع تقي محب للاخرين اذ احب كل الناس ولم يظلم احدا وعمل لما فيه خير الناس والوطن وعلينا ان نحافظ على الناس دون تمييز بين مذهب واخر، فهو كان رحمة للناس محبا لهم يخفف عن كواهلهم الظلم محاربا الشر والمنكر والبغي يعمل لخدمة الناس ولمن يحب الخير، ونحن اذ نتذكره في الموصل لنقول لاهالي الموصل حافظوا على اهلكم وجواركم وكونوا صالحين وحافظوا على المسيحيين لانهم اهلنا وشعبنا وخيرتنا واحبتنا، وعلينا ان نحافظ على كل المسيحيين فلا نظلمهم ولا نحرمهم فنكون محبين للجميع بعيدين عن الضلالة والشر والباطل، لذلك على الجميع ان يقتدوا بالامام الصدر الذي دخل الى قلوب الناس كما دخل الى الكنيسة والمسجد مما يحتم ان نكون من الطيبين فنقتدي بالامام الصدر الذي تعاطى مع الانسان المسيحي كما المسلم فلم يفرق بين مواطن واخر، مما يحتم علينا ان نعمل لاعادة المسيحيين الى ديارهم في الموصل ونخفف عنهم ونحافظ على كل انسان في كل مكان".

واكد قبلان "ان الاسلام دين العدالة والورع والانصاف والتقوى فهو دين الانسانية وعلينا ان نحافظ على الانسان لنكون من اهل السماحة والفضيلة والبر والتقوى، فالمسيحيون شركاؤنا واخواننا وعلينا ان نحفظهم ونحارب في سبيل امنهم واستقرارهم وللذين يدعون الاسلام نقول: ان الاسلام رحمة للناس فلا تكونوا نقمة على الاسلام لان الاسلام دين الخير والمعروف ابتعدوا عن كل غضاضة ومنكر فالمسيحي اخ لنا وجار ويجب ان تحافظوا عليه وتبعدوا عنه الشر، فلا يجوز باي صورة من الصور ان نكون من الظالمين والمعتدين، وعلى المسلمين ان يعودوا الى رحاب الاسلام المحمدي الذي خاطب اهل مكة من المشركين فقال: اذهبوا انتم الطلقاء، لذلك نقول لكل المسلمين: انصفوا وابتعدوا عن الظلم وكونوا مؤمنين منصفين والتزموا دعوة الاسلام الى المحبة والتسامح".

وطالب "الحكام في كل زمان ومكان بان يعدلوا لان العدل اساس الملك مما يستدعي ان يحافظوا على شعوبهم ويكونوا معهم في السراء والضراء، فيخففوا عنهم كل هم وغم ويصحوا احوالهم ويجنبوهم كل فتنة وشدة فينصفونهم ويكونوا مع الله تعالى فهو الرحيم الغفور مما يستدعي ان يقتدي الحكام بالانبياء والمرسلين عاملين بالمعروف والاحسان والعدل والانصاف".

كما طالب قبلان "المسؤولين في لبنان ان يسرعوا في انتخاب رئيس للجمهورية يكون بيضة القبان لتستقيم الامور بكل انصاف، فلا يترك اللبنانيون الامر للمتاهات فيحفظوا وطنهم بحفظهم لبعض البعض ، وعلى السياسيين ان يعملوا لحفظ لبنان بحفظ رأسه واطرافه وجسمه ومستقبله فيبذلوا الجهد ليكون لبنان بلد التعارف والتآخي والمحبة والمساواة بعيدا عن الفوضى والارتجال ليظل لبنان وطن العيش المشترك محصنا بوحدته الوطنية ينعم بتعاون جميع بنيه".

وهنأ قبلان "الشعب الفلسطيني بانتصاره في غزة ، فعدونا الاسرائيلي لايفرق بين مدني وعسكري ولا مسلم ولا مسيحي فامتهن القتل والارهاب وارتكب المجازر في غزة وتحدى الحق والصدق والخير وضرب شعب غزة الذي انتصر على كيد العدو فكان بالمرصاد لكل معتد".