شدد وزير السياحة ​ميشال فرعون​ على أن "حرمان الناس في لبنان، في السنة الرابعة عشرة من الألفية الثالثة، من المياه والكهرباء، وهما من أبسط الحقوق، يشكل جرما لا يجوز السكوت عنه". وأجرى فرعون، "نتيجة تدهور الوضع في العاصمة بعد ارتفاع ساعات التقنين الى حد غير مسبوق والانقطاع المستمر للمياه"، سلسلة اتصالات أبرزها مع رئيس الحكومة تمام سلام ومع عدد من المسؤولين للوقوف عند أسباب هذه الأزمة وسبل إيجاد حلول سريعة لها.

اضاف في تصريح له: "يعاني أبناء بيروت من أزمة غير مسبوقة سببها تراكم الأخطاء في معالجة ملفي الكهرباء والمياه، بالإضافة الى إضراب المياومين وما تسبب به من رفض لإصلاح الأعطال، في حين أن المواطنين هم من يدفعون الثمن من جهة وتقع مصالحهم ضحية بعض المصالح والقرارات المغلوطة". ولفت الى "ضرورة الإسراع في اتخاذ تدابير تحول دون تحول الناس الى رهينة لكل معترض، بغض النظر عن أحقية مطلبه، كما دعا فرعون المياومين الى استكمال البحث في مطالبهم بعيدا عن تعطيل الناس في حياتهم اليومية وحتى صحتهم"، وأكد أنه سيطرح مسألة انقطاع الكهرباء والمياه في العاصمة على طاولة مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، داعيا الى "محاسبة المسؤولين عن انقطاع المياه والكهرباء وعلى التأخير في أخذ الإجراءات على صعيد المياه التي كان يجب ان تتخذ منذ شهر شباط إذ كان واضحا اننا سنصل الى الأزمة التي نتخبط بها على صعيد المياه وكان يجب بداية القيام بعملية حفر الآبار منذ ذلك الحين بقرار من الحكومة السابقة".

وأكد فرعون ان "استياء المواطنين في بيروت وضواحيها بمحله أمام الأزمة التي يعيشونها حيال أبسط حقوقهم والظلم الذي يلحق بهم وبغيرهم من اللبنانيين بسبب سوء الإدارة واخذ القرارات والهدر في الأموال والتقصير من أكثر من مسؤول سياسي في عدد من الوزارات في السنوات الماضية دون محاسبة، في حين ان الفاتورة عالية ولن يستطيع احد السكوت عن هذه الفضيحة".

من جهة أخرى، أكد فرعون أنه تواصل من الخارج حيث يقوم بزيارة خاصة مع عدد من فاعليات الأشرفية وعائلاتها بشأن حادث حرق شبان لعلم ما يسمى ب "الدولة الاسلامية"، مشيرا الى أنه يتفهم "حماسة البعض تجاه ما قام به تنظيم "داعش" في العراق وخصوصا اعتدائه على الجيش اللبناني في عرسال وخطفه لعسكريين، وإنما يجب أن نتذكر دائما أن المعركة في مواجهة التطرف هي معركة شعب ودولة وجيش، ويخوضها المسلمون والمسيحيون معا، من دون أن نقع في أي فخ من خلال التحريض والاستفزاز والابتزاز، كما حصل في دول أخرى لأن هذه الافخاخ معروفة المصدر وهي تحاول دوما أن توقع الفتنة في لبنان". وقال: "بوحدتنا نحن أكثر قدرة على مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهاب الآتي إلينا من الخارج. ان "داعش" أقل خطر من الغدر والفتنة، فلنكن جميعا على قدر المسؤولية التي تتطلبها هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة".

ولفت إلى أن "المعركة مع "داعش" ستكون طويلة، وفي بعض البلدان المجاورة نرى التواطؤ بين هذا التنظيم وبعض الأنظمة في الاعتداء على الإسلام المعتدل، مما يعني ضرورة أن نحمي هذا الإسلام الذي يقف في الخط الأمامي في مكافحة "داعش" والديكتاتوريات التي نخوض معها معركة قيم تطاول أبناء الطوائف كلها". ودعا فرعون اللبنانيين "بدل أن يحرقوا أي علم، الى أن يرفعوا علم لبنان بكل ما يحمله ذلك من رسالة وطنية، فهذا العلم سندافع عنه بكل الوسائل المتاحة وهو وحده يحمي مبادءنا ويعبر عنها".