أكد النائب ​فؤاد السعد​ أنه "في ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير لا بد من تذكير اللبنانيين بأن الدولة اللبنانية لم تأت من العدم أو نتيجة صدفة، بل نشأت بعد مخاض عسير وطويل، فلا الحكمة ولا الوطنية ولا أمانة آبائنا وأجدادنا تجيز لأي كان التفريط بها".

وقال:"اعتبر اللبنانيون منذ 1920 حتى 1943 يوم أول أيلول عيدا رسميا يرمز الى تاريخ إنشاء دولتهم الحديثة. وذلك حتى استبداله بعد الإستقلال بتاريخ 22 تشرين الثاني. كانت المراهنة لدى مؤيدي لبنان الكبير آنذاك على التطور الفكري للشعب والمجتمع لتشكيل دولة علمانية ديمقراطية ذات نظام برلماني، فأين نحن اليوم من هذا الرهان بعد مرور حوالى قرن من الزمن، تلاشت فيه تلك الطموحات الوطنية وتداعت صورة الكيان الجامع؟ أخشى ما أخشاه أن يكون مؤيدو دولة لبنان الكبير قد خسروا الرهان بعد أن أصبح الكلام يدور في السر والعلن حول بقاء لبنان أو تقسيمه أو زواله، فالنزاعات الطائفية والمذهبية في لبنان لم تهدأ يوما لا بل أنها تزداد حقدا وعنفا. واليوم يعيش لبنان مرحلة من التفكك والفتفتة نتيجة الصراع المذهبي القائم على أشده بين السنة والشيعة وتصاعد الحركات الإسلامية المتطرفة، بحيث تجاوز حدود لبنان الى المشرق العربي بأكمله فأصبحت الدولة اللبنانية لمن ينهشها ويتجاسر عليها، ونشطت القبائل والعشائر عائدة الى شريعة الغاب، ناهيك عن أن الوصايات والتدخلات الخارجية في الشأن اللبناني تزيد يوما بعد يوم من تباعد اللبنانيين عن مفهوم الدولة والإستقلال".

وختم:"بصرخة دامعة نقول: بنى الأجداد دولة لم يعرف الأولاد والأحفاد الحفاظ عليها، فأين هي الأمة اللبنانية التي كرسها إتفاق الطائف في المادة الأولى من مقدمة الدستور؟ والى أين تسيرون أيها اللبنانيون؟ وأين أنتم اليوم من إنجاز الأول من أيلول 1920؟.