اعتبرت مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، نجلا رياشي عساكر، ان "ما يعيشه العراق اليوم، عايش لبنان شيئاً من فصوله في بلدة ​عرسال​ منذ أيام"، لافتة الى ان "أمام الانتهاكات المروّعة التي يرتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي وملحقاته بحق المواطنين العزّل في العراق، وبعد تفاقم المجازر التي نتج عنها إبادة وتهجير قسري لأطفال ونساء وشيوخ على أساس تمييز عرقي وديني، وهو ما يشكّل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني ترقى إلى مصاف جرائم ضدّ الإنسانية، وحيث أنّ لتنظيمات القاعدة وداعش وجبهة النصرة الإرهابية امتدادات من العراق إلى لبنان، مروراً بدول أخرى كسوريا، وحيث أنها تشكّل خطراً على الأمن والسلم والاستقرار المحلّي والإقليمي والدولي، عزَمَ لبنان على التحرّك لوضع حدٍّ لإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب".

وخلال مشاركتها بدورة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان لبحث الأوضاع المستجدة في العراق، اشارت عساكر الى ان "الحكومة اللبنانية وجّهت بتاريخ 25/7/2014، رسالة إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية - عملاً بأحكام المواد 5 و7 و13 و15 من نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية - في محاولة لتحريك العدالة الدولية أمام هذه الجرائم، ولمناشدتها مباشرة التحقيقات والملاحقات ضدّ تلك التنظيمات الإرهابية وأفرادها ولاسيما منهم الذين يحملون جنسيات دول أطراف في نظام روما الأساسي".

واضافت عساكر:"بتاريخ 21/8/2014، أجابت المدعي العام على كتاب الحكومة اللبنانية، وطلبت عملاً بالمادة 15 (الفقرة 2) من نظام روما - تزويدها بمعلومات ومعطيات متعلّقة بمقاتلي هذه التنظيمات الإرهابية الذين يحملون جنسيات دول أطراف في نظام روما، تمكيناً لها من التوسّع في تحقيقاتها"، معتبرة انه "عليه، خاطب لبنان الدول الصديقة رسمياً، طالباً إليها تزويد مكتب "المدعي العام"، بما يتوفر لديها من معطيات حول مشاركة أفراد يحملون جنسيات دول أطراف في نظام روما، في الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية في العراق والتي ربما تنتقل إلى دول أخرى تمهيداً لمقاضاتهم، كما طلب إلى الدول الصديقة الأطراف في نظام روما التوجه إلى "المدعي العام" بطلب التحقيق في تلك الجرائم التي يرتكبها أفراد يحملون جنسيات تلك الدول".

واشارت عساكر الى ان " لبنان كان في طليعة الدول المبادِرة إلى طلب عقد هذه الدورة الاستثنائية، تحسّساً منه لفداحة الخطر الذي يمثّله هذا التنظيم الإرهابي وفِكره الظلامي الدموي ليس على العراق فحسب، بل على لبنان والمنطقة والعالم، لا بل وعلى الضمير الإنساني نفسه، وهو يدعو جميع الدول الأعضاء إلى اعتماد مشروع القرار المطروح أمام المجلس، لتوجيه أقوى رسالة ممكنة في وجه وحش الإرهاب الذي يتربّص بنا جميعاً".