- العيون اللبنانية بقيت منذ مطلع العام شاخصة إلى تسوية إقليمية دولية تجنّب لبنان الفراغ الرئاسي، وعندما نقول تسوية إقليمية دولية يتبادر إلى الذهن تفاهم إيراني – سعودي.

- الكثير من اللبنانيين ينفي من باله أيّ دور لسورية في صناعة التسوية، على رغم أنّ حلفاء إيران الذين يتقدّمهم حزب الله، نراه يقاتل ويضع مصيره المعنوي والمادي في ميزان مستقبل سورية ودولتها، أما سائر الحلفاء، فهم حلفاء لإيران من بوابة كونهم في الأصل حلفاء لسورية.

- ليس سهلاً ومنطقياً استسهال قبول إيران بصياغة تفاهم مع السعودية، وعبرها مع الغرب كله يطاول لبنان، بمجرّد الاكتفاء بوضع سورية في صورة ومضمون هذا التفاهم، فتطلّع سورية إلى دور إقليمي برأي قادة إيران تطلّع مشروع، ومصدر قوة لتحالفهما معاً، وتهميش هذا الدور هو أحد أسباب الحرب على سورية.

- لدى سورية على رغم كلّ ما تعانيه مصادر تأثير تجعل عدم رضاها على أيّ تفاهم أو انزعاجها منه، ولو لم تجاهر بعدم الرضا أو الانزعاج، ما يكفي لتعريض هذا التفاهم للمتاعب، وربما لاحقاً التأثير على متانة تحالف تمسّكت سورية به بقوة كأولوية، علىرغم كلّ العروض التي قدّمت لها لقاء تخفيض مستواه، ومن الطبيعي أن تتوقع المثل من شريكها الاستراتيجي.

- معيار الحكم على التسوية الممكنة في لبنان من الزاوية الإيرانية، والتأسيس لقبولها ينطلق من معادلة العلاقة بين الحكم الذي تنتجه، والموقع الذي تضع لبنان فيه على المستوى الإقليمي والسؤال بعد نموذج ميشال سليمان، إلى أيّ مدى يمكن إيجاد رئاسة، تنطبق عليها مواصفات النأي بالنفس عن سورية، كحدّ أدنى للتفاهم مع السعودية، من دون أن ترى هذه الرئاسة معادلة الجيش والمقاومة والشعب، معادلة خشبية؟

- السعودية كشريك مفترض بصناعة هذا التفاهم، لا ترى فرصاً لتفاهم رئاسي حول لبنان، من دون أن تنطلق من نظرتها إلى موقع لبنان في الأزمة السورية، خصوصاً دور حزب الله هناك، والثمن الذي تراه لرئاسة تريح حزب الله، يبدأ من انسحابه من سورية.

- خلال مفاوضات الرياض التي جمعت الوزير السعودي سعود الفيصل ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير عبداللهيان، تمّ التوقف لدقائق حول وضع لبنان، وبسرعة فهم الطرفان استحالة البحث، قبل وضوح فرص تفاهم حول الموقف في سورية ومما يجري فيها.

- ينتظر اللبنانيون أو يبادرون؟