اشارت "الاخبار" الى ان "أحداث الساعات الأخيرة من ولاية مفتي الجمهورية محمد قباني كانت من خارج الاتفاق الذي أنجز تسوية أزمة دار الفتوى بينه وبين تيار المستقبل بوساطة مصرية. سيناريو المشهد الأخير كان مكتوباً بطريقة أخرى تقضي بعملية تسليم وتسلم رسمية، إذ يحضر المفتي عبد اللطيف دريان إلى عائشة بكار ليتسلم الدار ومحتوياتها وملفاتها من قباني الذي جهّز له ملفاً موثقاً يظهر حجم الإيرادات التي أدخلها إلى صندوق الدار من خلال العقارات التي اشتراها خلال عهده وزاد سعرها بشكل كبير" بحسب مصادر قريبة من قباني. لكنّ هناك "أطرافاً استغلت الأمر حتى اللحظات الأخيرة من ولاية قباني لكي تسلبه من درجاته" قالت المصادر، مشيرة إلى طلب رئيس الحكومة تمام سلام تأجيل العملية إلى ما بعد حفل تنصيب دريان المقرر مساء اليوم. بعد الحفل مباشرة أو صباح الأربعاء، سيحضر سلام مع دريان إلى الدار، حيث سيكون في استقبالهما قباني ومفتو المناطق وكبار الموظفين. فلماذا أسقط قباني من يده حتى صورة أمس الوداعية؟ "لم يعد قباني مهتماً بالشكليات في مقابل قلب صفحة الدار بإيجابياتها وسلبياتها من حياته"، قالت مصادر من داخل الدار.

وفي هذا الإطار كشفت لـ"الأخبار" أن قباني تلقى أخيراً اتصالاً إيجابياً من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "عبّر خلاله عن امتعاضه من أداء رئيس كتلة فؤاد السنيورة في الملف وطلب منه مراجعته شخصياً عند الحاجة لأن لا أحد من آل الحريري موجود حالياً في لبنان".

"البشارة" التي تلقاها قباني من الاتصال بحسب المصادر "تعهد الحريري إسقاط كل الدعاوى القضائية المرفوعة بحقه وحق نجله راغب وفريقهما في 17 أيلول الجاري بعد تسلم دريان". علماً بأن السنيورة كان قد نقل إلى عائشة بكار، عبر وسطاء، أن الدعاوى ستتحرك قريباً. اتصال الحريري لم يكن بعيداً عن الوسيط المصري القنصل في السفارة شريف البحراوي، الذي استأنف تحركاته لضمان احترام بنود المبادرة بعد ظهور إشارات سلبية من فريق السنيورة. تلك المخاوف خرج بها بعد لقائه بالفعاليات الوطنية السنية برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد، التي استعرضت عدم احترام الفريق الآخر للمبادرة. المصادر نقلت عن البحراوي "استحصاله على وعد من دريان بحل المجلس الشرعي برئاسة مسقاوي، أسوة بما فعله قباني، وإسقاط الدعاوى القضائية". علماً بأن إسقاطها يشمل إبطال القرارات التي أبطلت تعاميم قباني بتعيين بعض مفتي المناطق ومجالس الأوقاف، ما يعني أنه سيكون هناك مفتٍ منتهية ولايته ومفتٍ مكلف في أكثر من منطقة، منها صيدا، إلى حين إجراء انتخابات جديدة للمجلس الشرعي حتى نهاية العام الجاري.