- عندما يصدر عن السيد علي الخامنئي مرشد الجمهورية الإيرانية وقائد قواتها المسلحة من مستشفاه، وهو لم يتمّ علاجه بعد، بيان يعلن أنّ إيران رفضت طلباً أميركياً بالتعاون في قتال «داعش»، فهذا يعني أنّ الطلب جاء في فترة وجوده في المستشفى، والرفض تمّ في هذه الفترة حكماً، ليتمّ الإعلان قبل الخروج من المستشفى.

- هذا يعني أنّ الطلب مستعجل ليصار إلى تقديمه للسيد الخامنئي في مشفاه، والردّ عاجل والحاجة إلى الكشف عن الطلب والردّ مستعجلة.

- هذا يعني أنه غداة توجه وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة أرادت واشنطن أن تتحقق من إمكانية التعاون مع إيران من دون التعاون مع سورية، خصوصاً بعد صدور الموقف الروسي الذي يعتبر كلّ عمل عسكري في سورية من دون موافقة حكومتها والتنسيق معها، هو خرق فاضح للقانون الدولي وسيادة الدول.

- هذا يعني أنّ واشنطن كانت تصدّق فعلاً فرضية مارتن أنديك عن الانتقال من مرحلة «إيران العدو ويمكن تحييد روسيا إلى مرحلة روسيا العدو ويمكن تحييد إيران»، كما يعني أنّ إيران عندما قالت إنّ الحلف الذي يريد العمل في سورية من دون إشراك حكومتها والتنسيق معها، هو حلف مرفوض إيرانياً ففرطت حلف كيري، الذي كان يراهن على تحييد تركيا عن الحرب، وجمع السعودية وإيران في حلف يصنع تقاسماً إقليمياً للأدوار من سورية للبنان للعراق للبحرين واليمن.

- هذا يعني أنّ الردّ الإيراني لم يكف ليتراجع الأميركيون عن أوهامهم، خصوصاً أن الكلام الوارد إلى إيران مرسل للإمام الخامنئي، مما يعني أنه مرسل من الرئيس باراك أوباما، مما اقتضى أن يرسل السيد الخامنئي ردّه علناً قطعاً لدابر الأوهام.

- جواب السيد الخامنئي علناً يعني سقوطاً كاملاً لرهان أميركي استراتيجي، ودخول مشروع كيري إلى المنطقة على قدم واحدة، لتواجه واشنطن وحلفاؤها وحدهم تداعيات الانفراد بخططهم من جهة، ومترتبات الوحش الذي صنعوه هم بالأصل.

- يعرض البعض معادلة تقول، تثق إيران أنّ واشنطن تكون جدية بالقضاء على «داعش» عندما تفعل أمرين قبل التحدث إلى إيران، الأول هو الاتصال بالحكومة السورية، والثاني هو إعلان تولي تركيا دوراً محورياً في الحرب، وعندها لا مشكلة لدى إيران أن تكون حليفاً جدياً في حلف جدي.