وصف رئيس المجلس العام الماروني ​وديع الخازن​ الاجتماع الذي عقد بين بطاركة الشرق والرئيس الأميركي باراك أوباكا بـ "المميّز"، مشيراً الى أن هذا اللقاء أحدث فارقاً في رفع مستوى الإهتمام الأميركي بقضية المسيحيين في المنطقة، خصوصاً وانه وضع النقاط على الحروف لا سيما ما أصابهم من تهجير وتدمير لممتلكاتهم، وهو ايضاً يعزّز نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي الى حاضرة الفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس منذ نحو سنة حيث تم التداول في أمور مختلفة تخص المسيحيين وتحديداً المسيحيين المشرقيين.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت الخازن الى أن ثمار اللقاء مع أوباما على هامش مؤتمر دعم مسيحيي الشرق الذي عقد في واشنطن، مرجوة خصوصاً وانها تشبه الى حدّ بعيد زيارة أول مرجع روحي لبناني البطريرك بولس بطرس المعوشي الى البيت الأبيض في عهد الرئيس جون كينيدي، مشيراً الى أن الرؤساء الأميركيين لا يجرون بالعادة لقاءات مع مرجعيات روحية أكانت أميركية او غربية او مشرقية.

وقال: "إن دلّ لقاء أوباما – البطاركة على شيء فإنه يدل على حرص الإدارة الأميركية مع مجموعة الدول التي تتناغم معها على عدم تجزئة المنطقة والإبقاء على خارطة سايكس – بيكو".

ورداً على سؤال، رأى أن الأمور في المنطقة ذاهبة الى مسار لا يشجّع، داعياً المسيحيين اللبنانيين وتحديداً الموارنة الى الإتحاد اليوم قبل الغد، لأن المسيحيين بوحدتهم يكونون سدّاً منيعاً في وجه كل الأزمات التي يمكن ان تحصل في المنطقة، مذكّراً أن الهدف الاساسي لإسرائيل يبقى تجزئة المنطقة وتهجير أكبر عدد من المسيحيين، معتبراً أن ما حصل في العراق وفي سوريا من "تهجير بالجملة" يأتي بعد ما حصل في لبنان من "تهجير بالمفرّق" بدأ منذ العام 1975 وما زال مستمراً حتى يومنا هذا، ولو بأشكال مقنعة.

من جهة أخرى، عوّل الخازن على دور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نظراً لما يتمتّع به من مصداقية داخلية وعربية وإقليمية ودولية، وهو يسعى جاهداً لتثبيت الوجود المسيحي المشرقي وتوحيد الصف اللبناني المسيحي والمسلم. ولفت الى" صرخة الراعي التي انطلقت من واشنطن لعقد قمة روحية مسيحية إسلامية في بكركي للبحث في كل هذه الشؤون والشجون للوصول الى قاسم مشترك وخارطة طريق ليبنى عليها المقتضى، لأن اليوم ليس كالأمس والخطر داهم، وعلينا جميعاً أن نشدّ أزر بعضنا البعض مسيحيين ومسلمين لدحر هذا الوباء التكفيري الذي يجتاح المنطقة، بهدف استمرارنا فيها، ونشر الصورة البهية التي تعكس التنوّع الذي يتغنى به لبنان".

وشدّد على أن صرخة الإسلام المعتدل مدوّية لاستئصال هذا الوباء، قائلاً: "نحن نتفق مع كل المسلمين المعتدلين لنصل الى المبتغى وهو إنهاء هذه الحالة الشاذة لنعود ونستكين ونستقرّ ونتأمل في مستقبل أفضل من الواقع الذي نعيشه اليوم".

وشدد الخازن على أن "الراعي دؤوب، وسوف يستمر في بذل كل الجهود المتاحة ليؤمّن الهدف المتمثّل بتثبيت الأقليات في المنطقة والتعايش المسيحي – الإسلامي".