لفت رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​، الى "اننا نتطلّع إلى التعاون الكامل مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، الذي ترئسون، ودار الفتوى، في خط العلاقات الإسلامية – المسيحية، وشدّ أواصر العيش معًا الذي ينظّمه الدستور اللبناني، وينعشه روح الميثاق الوطني، وتجسّده الصيغة اللبنانية الميثاقيّة".

وخلال تمثيله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في احتفال تنصيب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، اضاف مطر "إنّنا ندرك معكم أنّ العيش معًا يبدأ أولاً بين مكوّنات كلٍّ من العائلة الإسلامية والعائلة المسيحية اللتين تتآكلهما إنقسامات حادّة في الداخل على المستوى السياسيّ، ويقع ضحيّتها لبنان وشعبه ومؤسساته الدستورية، ومن ثمّ يتمكّن هذا العيش المشترك من أن يتحقّق على الصعيد الوطني بين المسلمين والمسيحيين، وعندئذٍ ينهض لبنان من كبوته التي تشوّه هويته، وتعطّل دوره، وتعود تنجلي ميزة لبنان، وتتواصل رسالته في عالمنا العربي المشرقي، وعلى ضفة المتوسط الشرقية، كرائد نهضة، وواحةِ تلاقٍ وحوار بين الديانات والثقافات، وكعنصرٍ فاعل لاحلال العدالة والسلام، ونصرة الحقّ".

ولفت مطر الى "إنّنا نتابع معكم، إن شاء الله، ومع الرؤساء الروحيّين المسلمين والمسيحيّين، كما اعتدنا فعله مع سلفكم الشيخ محمد رشيد قباني، إحياءَ قممنا الروحية اللبنانية من أجل نشر المبادئ الروحية والأخلاقيّة، وحماية الثوابت الوطنية، وتعزيز التعاون والتضامن بين الجميع في خدمة الشأن العام، والعمل الدؤوب على شدّ أواصر الوحدة الوطنية، والسعي إلى تجاوز الانقسامات والنزاعات بالحوار والمصالحة".

وتابع مطر:"وكم نأمل أن تتّسع قممنا الروحية لتشمل جميع الرؤساء الروحيّين المسلمين والمسيحيّين في عالمنا العربي الشرق أوسطي، لكي نعمل بيدٍ واحدة وصوتٍ واحد ونداء مشترك، لوضع حدٍّ للنزاعات والحروب، والعمل على المصالحة وبناء الوحدة، ومعالجة القضايا العربية المشتركة، وإعادة إحياء حضارتنا التي بنيناها معًا، واستعادة مكانتنا الخاصّة في قلب الأسرة الدوليّة".