اكد القيادي في حركة "حماس" ​محمود الزهار​ ان الحديث عن مفاوضات مباشرة مع إسرائيل خدعة كبيرة استخدمها الإعلام، وهي غير صحيحة. لا نفاوض إسرائيل مباشرة مع أنه لا يوجد مانع شرعي أو سياسي من ذلك، لكن سياستنا عكس ذلك. من كان يفعل ذلك هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو أيضاً إن ساعدنا في التفاوض غير المباشر مع الاحتلال خلال مباحثات وقف النار في القاهرة، فإننا لم نخوله أن يفاوض إسرائيل على برنامج سياسي ولا على حدود عام 67، ولا على أي شيء آخر. عباس كان يفاوض لرفع الحصار وفي القضايا الإنسانية كإدخال المواد والبضائع إلى غزة". اضاف "حتى يكون الأمر واضحاً نحن قلنا لعباس اذهب فاوض كيفما تشاء حتى لا يتهمنا بأننا نضع العصا في دولاب مشروعه، لكنه لا يتحدث باسمنا ولم نوافق على مشروعه".

ولفت الزهار في حديث الى "الاخبار" الى ان قرار السلم أخذته "فتح" عام 1992 ولم تستشر فيه أحداً. أخيراً، من أخذ قرار الحرب هو إسرائيل، فهل يعقل أن نشاوره في قرار الدفاع عن أنفسنا. اضاف "محمود عباس ليس رئيساً توافقياً ولا شرعياً، وبقي رئيساً للأمر الواقع. تعاملنا معه على أنه رئيس انتخب قبلنا بعام، وقد أعطيناه نصف الحكومة في اتفاق مكة عام 2006، لكنه أراد أن ينقلب علينا وحرض على قلتنا، لذلك فقد شرعيته منذ 2005، وهو لا يمثلنا سياسياً. يكفي أنه صاحب برنامج فشل بعد 22 عاماً، و"دكانته السياسية" أفلست، فذهب إلى مهاجمة الآخرين. في المقابل، "حماس" نجحت في مواجهة العدوان خلال السنوات التي أعقبت انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، وحققت معادلات الانتصار في هذه المواجهات. ونحن جاهزون للانتخابات دائماً ولا نخافها. واشار الى انه المفروض أن تجرى الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة، لكن عباس يرفض الانتخابات، ومعلوماتنا تؤكد أنه لا يريد إجراءها خوفاً من نتائجها.

وشدد الزهار على ان سلاح المقاومة غير قابل للمسّ، لا في الحديث ولا في الميدان، هذا موقف جميع الفلسطينيين، وكلهم يرفضون الحديث عن سحب سلاح المقاومة.

وحول دور الجمهورية الإيرانية في دعم المقاومة في غزة، ولماذا كان شكر حماس لها على استحياء؟، قال :"لم نقل لأحد شكراً، ولم نوزع جوائز على أحد بعد الحرب. الناس يعرفون من وقف معنا ومن كان في برنامجنا. البعض شكر قطر وتركيا لموقفهما من الأزمة الأخيرة أثناء العدوان. لكن إن أردنا الحديث عن برنامج المقاومة، فثمة جهات كثيرة نقدم إليها الشكر، وفي مقدمتها إيران التي قدمت الدعم العسكري والسياسي والمادي طوال المرحلة الماضية. لن أرد على الحديث عن وقف التمويل الإيراني لـ"حماس" بعد أزمة سوريا، لأن المستفيد هو إسرائيل. صحيح أن هناك افتراقاً خفيفاً بعد أحداث سوريا التي حافظنا فيها على الوقوف بحياد، لكن كان علينا بعد الخروج من دمشق أن نتوجه إلى بيروت، فهناك شعب فلسطيني يمكن أن تعيش وسطه وأن تؤطر لبرنامج حقيقي بالتنسيق مع الجهات الموجودة هناك. أما لماذا لم نذهب إلى بيروت؟، فيجب سؤال الذين ذهبوا إلى الدوحة ولم يذهبوا إلى لبنان".

اضاف "رغم ذلك، من يعتقد أن التوجه إلى قطر يعني أن "حماس" ضد إيران، فهذا ليس صحيحاً. اللعب في محاور الدول مدمر، لذلك يجب أن تكون علاقتنا بسوريا وإيران وكل الدول طيبة". واشار الى انه "لا يوجد بيننا وبين مكونات سوريا خصومة، فلقد كنا ضيوفاً هناك ضمن برنامج مقاومة ترعاه الدولة المضيفة. غادرنا لأنه زجّ بنا في هذه الإشكالات. أؤكد أننا ضد أي نشاط للفلسطينيين في مخيم اليرموك أو غيره، لأن معركتنا ضد إسرائيل فقط". وتابع "لسنا معنيين في دخول عراك سياسي أو عسكري مع مصر، وكل ما ادعي علينا كان كذباً، ولا يوجد دليل واحد على المزاعم بشأن قتل الجنود في رفح. كل التهم كانت لربطنا مع إخوان مصر ووصفهم على أنهم إرهابيون، لهذا نرحب بإعادة العلاقة مع مصر".