لفتت صحيفة "الأخبار" الى انه "في حسابات الربح والخسارة، لا ينكر رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وفريقه أو مصادر "حزب الله"، "اننا كفريق لدينا مصلحة بالانتخابات". ويوضح هؤلاء أن "التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة وصوابية خيارات فريق 8 آذار في الأزمة السورية، جعلت هذا الجمهور أكثر التصاقاً بقواه السياسية". وتشير مصادر الحزب إلى أن "التيار الوطني الحرّ لديه معطيات عن تقدّم كبير يحرزه على خصومه من المسيحيين، ولا سيّما أن التفاهم مع الحزب يُنظر إليه بتقديرٍ عالٍ الآن". ليس هذا فحسب، توضح المصادر إن "أغلبية ​قوى 8 آذار​ وضعها الانتخابي جيد جداً، بدءاً بالتيار الوطني الحر وبعض حلفائنا السنّة، وصولاً إلى النائب طلال أرسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي".

وفي مقابل "شدّ العصب" عند 8 آذار، تشير المصادر إلى أن "بيئة تيار المستقبل مشتتة، وإعادة ترتيبها تحتاج وقتاً طويلاً، في ظلّ الضعف التنظيمي عند التيار، وتغلغل قوى أخرى في البيئة المؤيدّة لرئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ على رأسها التيارات المتشددة". ورغم معطيات تقدّم 8 آذار انتخابياً، لا يرى الحزب أن "الانتخابات يمكن أن تغيّر جذرياً في موازين القوى الحالية، لكنها ستفعل أمرين: أولاً، تعطي نتيجة أكبر لعون من المرات السابقة، ما يضعف خصومه المسيحيين ويثبّته كمرجعية أولى، وتكشف من جهة ثانية التخبّط في بنية تيار المستقبل ونوّابه، وربما كان التغيير الطفيف في موازين القوى الحالية على حساب المستقبل والقوات اللبنانية".

كلّ هذا في السياسة. أما في المنطق، فـ"لا إمكانية لإجراء الانتخابات، إشكال أمني كبير يهدّد العملية الانتخابية برمتها، خصوصاً أنها في يوم واحد". تقتنع المصادر بأن "الوضع الأمني في البلد خطير، ولبنان ليس كالدول الأخرى، قد تتدحرج الإشكالات من منطقة إلى منطقة بسرعة".

الانتخابات إذاً ليست همّاً ضاغطاً عند حزب الله، وإن كانت عودة التشريع في المجلس همّاً عند برّي. يبقى أن الهاجس الحقيقي في نظر المصادر المقرّبة من "حزب الله"، لدى "الفريق الآخر". في رأي المصادر، "يخشى تيار المستقبل أن لا تتم الانتخابات النيابية، وأن لا يمرّ التمديد، وعندها قد يذهب البلد إلى مؤتمر تأسيسي. نحن لا نتبنى فكرة المؤتمر، ولكن إذا ساد الفراغ، فقد يتزامن مع تحوّلات المنطقة وتوازناتها الجديدة".