أعربت أوساط رفيعة المستوى في قوى 8 آذار، عن إعتقادها، لصحيفة "الديار" بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أكثر العارفين بمأزق "تيار المستقبل"، ولذلك فهو يمسك رئيس التيار النائب ​سعد الحريري​ من "اليد التي توجعه"، لاجراء مقايضة بين التشريع والتمديد".

ورأت الاوساط نفسها أن "المشكلة ليست عند المكون الشيعي، وانما لدى معسكر "الاعتدال" السني الذي يدعي "تيار المستقبل" انه ممثله الشرعي والوحيد على لساحة اللبنانية، وفي "الكواليس" تقول قيادات "تيار المستقبل" ما لا تقوله في العلن عن اسباب عدم رغبتها في اجراء الانتخابات النيابية في هذه المرحلة، الشق الاول يرتبط بالاستعدادات اللوجستية، وهنا يكمن الخلل الكبير في الامكانيات المالية، وفي هذا السياق لم تعط القيادة المركزية المتمثلة بالرئيس سعد الحريري ورئيس الكتلة النائب فؤاد السنيورة "الضوء الاخضر" للماكينة الانتخابية لاجراء مسح ميداني للحاجات المطلوب تأمينها لخوض الاستحقاق، فالاموال غير متوافرة لدى "التيار" وتأمينها يحتاج الى وقت، فخزائن السعودية تحتاج الى "مفاتيح" خاصة للولوج اليها" تقول الاوساط، "فالاموال لم تعد تصرف كما في الماضي، وثمة حساب مفتوح لم يقفل بعد منذ الانتخابات الاخيرة، فالكثير من الاموال المفقودة لم يعرف مصيرها بعد، لكن المؤكد انها لم تصرف في الحملات الانتخابية، وبعض النتائج المخيبة كان سببها حجب هذه الاموال عن "مستحقيها"، ولذلك بات اي انفاق جديد يخضع لنظام "محاسبة" سعودي شديد التعقيد، وهذا الامر يتطلب وقتا لا يبدو انه كاف في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات".

وبحسب بعض المقربين من دائرة الحريري، "فقد ابلغ من التقاهم عند زيارته الاخيرة الى بيروت ان لا داعي للقلق حول مسألة الانفاق المالي لان الانتخابات النيابية لن تحصل والتمديد اصبح امرا واقعا، وهي "الرسالة" الوحيدة ذات المغذى التي حملها الحريري الى بري عندما التقاه في عين التينة على هامش تلك الزيارة".

اما الشق الثاني، والاكثر اهمية تضيف الاوساط في 8 آذار، "فيرتبط بأزمة "تيار المستقبل" في "الشارع السني"، وهذا يظهر جليا من خلال عملية توزيع الادوار بين قيادات "التيار الازرق" من خلال مخاطبة الجمهور وفق تصنيف مناطقي تنطبق عليه مقولة "ما يطلبه المستمعون"، وهنا ثمة مشكلة جذرية تحكم الخطاب العام لدى قيادات التيار الرئيسية التي تحاول جاهدة الحفاظ على "ثوب" اعتدال "فضفاض" لم يعد يتناسب مع جمهور جرت تعبئته على مدى سنوات طويلة بافكار متطرفة باتت بالنسبة الى البعض "عقيدة" لا يمكن المس بها، ولذلك تم فرز قيادات مناطقية "لدغدغة" مشاعر هؤلاء وابقائهم تحت "عباءة" التيار المتطرفة خوفا من خروجهم عن السيطرة، مع الحفاظ على خطاب عام يتحدث عن "الاعتدال".