إعتبر عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق ​مصطفى علوش​، في حديث صحفي، أن "خطوة التحالف الدولي لم تأتِ بشكل مبسط ولم تنشأ عن طريق الصدفة إنما هي نتاج جدلي على مدى الشهرين الماضيين بدأ بمنطق الدخول بتحالفات متجددة مع إيران واتباعها في المنطقة لمواجهة التطرف السني تركت نقزة عند الإدارات الدولية من هذا التوجه لأنه سيؤدي الى المزيد من التطرف واعتبار أن الإسلام السني هو المستهدف وإقصائه من خلال استهداف "داعش" عن طريق غير السني والتحالف اليوم أعاد تصويب البوصلة، وخطاب الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز كان مفصلياً حيث أدى الى إعادة تصويب الأمور والذهاب الى تحالف دولي ركنه الأساسي القوى السنية المعتدلة في المنطقة. واعتقد أن خارطة الطريق التي تتوضح شيئاً فشيئاً قد تؤدي الى بروز نظام إقليمي جديد لا تدخل فيه الانظمة الاستبدادية".

ورأى علوش أن "هجوم "الممانعة" على التحالف الدولي جاء على خلفية احباط الأمان الذي كان يتمتع به هذا الحلف فهؤلاء ومنذ التسعينات استخدموا منطق التحالف على الإرهاب السني الذي كانت تمثله "القاعدة" واليوم "داعش" بنجاح وأدى الى تعويم انفسهم إن لجهة مشروع ​ولاية الفقيه​ او النظام السوري وبعض الانظمة المتطرفة الاخرى. هؤلاء حاولوا ان يُعيدوا هذا السيناريو من جديد وكان أملهم ان تعود هذه المنظومة لتعوّم نفسها مجدداً لكن المتابعة والاستدراك من قِبَل الأنظمة السنّية المعتدلة أفشلا هذا المخطط، وبطبيعة الحال هم اليوم في حالة من الحرد لإقصائهم من هذا التحالف والذي سيُنبئ بنهاية منظمتهم التي اعتمدوا عليها لعقود من الزمن".

وتابع "بمجرد فشل منظومة "ولاية الفقيه" في دخول الحلف الجديد فإن ما تبقى من نظام بشار الأسد سوف يضطر للذهاب الى تسويات قد تكون مجدية، فأنا لا أنبئ بأن يكون دور بشار الاسد قد انتهى لأنني اعتقد ان المنطقة سوف تذهب باتجاه تسويات بعد انقشاع الرؤية لأن ما هو قائم الآن في سوريا الجزء الاكبر منه حرب اهلية ويجب على اي منظومة جديدة ان تحافظ على مكونات الشعب السوري بكل طوائفه. وأعتقد انه من الممكن ان يثور المجتمع العلوي في سوريا على الاسد وينبذه بعد فشله في حمايته لكن بالتأكيد فإن المنظومة القائمة على التسلط والإرهاب الذي ترعاه إيران وبشار الأسد قد اوشك على النهاية".

وعن التهديدات التي تتخوف منها جهات لبنانية محددة في حال دخوله في منظومة التحالف الدولي رأى ان "التهديد الوحيد يمكن ان ينتج عن "حزب الله" الذي يمكن ان يفتعل اي شيء في سبيل تعويم نفسه بعد الحرد لكننا عملياً نحن تحت إرهاب "ولاية الفقيه" منذ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الشهيد رفيق الحريري وتحت إرهاب منظمة التسلط منذ دخول النظام السوري الى لبنان. "حزب الله" هو تنظيم يقوم على استمرار واقع المواجهة والأجواء المتشنجة وأي حلول سوف تأتي الى المنطقة ستغير من طبيعة مهماته وبالتأكيد أن منظومة "ولاية الفقيه" قد تفككت منذ اليوم الأول لإعلان الثورة في سوريا".