إعتبر عضو لجنة الحوار الإسلامي المسيحي ​عباس الحلبي​ أن "التجمع الذي حصل في حفل تنصيب مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان كان مناسبة وطنية جامعة ولو كان البطريرك الراعي موجوداً في بيروت وحاضراً بكونه رمزية لاكتمل المشهد، كما أن حضور ممثل الملك السعودي ومفتي الديار المصرية، أعطى البعد الذي يجب أن يُعطى للدور الإسلامي ولدور دار الفتوى، كل الكلمات التي ألقيت كانت أكثر من جيدة".

وتابع في حديث صحفي، "خلال الفترة الماضية غابت دار الفتوى عن التعبير في الأزمة السياسية الحاصلة، المفتي أعاد التذكير بالثوابت في جو تصاعدت فيه لغة العنف في المنطقة والإرهاب والتكفير بصورة خاصة وهذا يدل على أن المفتي يفهم معنى لبنان كما يجب".

وأشار إلى "تمسّكه بالتعايش الإسلامي المسيحي وبالحوار لكون المسيحيين والمسلمين شركاء ومكونين أساسيين ولا يقوم أي واحد منهما من دون الآخر، كما أنه أكد على المستوى الوطني على اتفاق الطائف، لأن هذا الاتفاق ضاع في الصراع السياسي الحاصل لأن هناك أشخاصاً وجهات لا ترغب في استمراره وهو الذي أعاد تشكيل السلطة في لبنان وحدد دور لبنان العربي والإقليمي"، مؤكدا أننا "نحن كنا مرتاحين لهذا الخطاب وسمته الأساسية الاعتدال والديمقراطية والحكمة وأعاد الاعتبار إلى الثوابت الإسلامية التي نتجت عن قمة عرمون وتمسّكه بوثائق الأزهر لا سيما موضوع الحريات كما تحدث عن أشياء تغيب حالياً عن الأجواء مثل حرية الثقافة والإبداع الفني ونحن ننظر إلى ما يحصل في العالم العربي اليوم يمكن لنا أن نعرف قيمة ما طرحه المفتي دريان وتذكيره بهذه القضايا".

وأعرب الحلبي عن أمله أن "يسترد دريان المبادرة لدار الفتوى لأن الوحدة الإسلامية تتفعل من خلال دار الفتوى التي كانت تأخذ الدور الريادي في توحيد المسلمين". وأعرب عن اعتقاده بأن "ما تقدم به المفتي دريان بالأمس إضاءة على مبادئ عامة ويبقى أن توضع هذه المبادئ العامة قيد التنفيذ عبر اجتراح خارطة طريق وهذا ليس فقط دور دار الفتوى وإنما يجب أن يكون دور رؤساء الطوائف الآخرين، من هنا يجري العمل حالياً على عقد قمة إسلامية مسيحية جديدة لعلها تضع شبكة أمان للوضع اللبناني بعدما تفاقمت الحساسيات المذهبية بين السنّة والشيعة، فالكلام الذي قاله الشيخ قبلان يصبّ في هذا المنحى، وأنا سعدت بدعوته إلى إقامة دولة مدنية وجمع السلاح وأن السلاح لا يجب أن يبقى خارج السلطة الشرعية للدولة".

ولفت الى تأكيد دريان على "الاعتدال والشراكة ونزع الصفة الدينية عن كل الأعمال الارهابية. وبرأيي نحن بحاجة الى تعميم ذلك لأن الصورة المأخوذة حالياً عن الاسلام صورة تربط الإرهاب بالدين الإسلامي".