أكد مصدر قريب من "حزب الله" لصحيفة "النهار" عن "سعي الحزب الى إطباق الحصار على المسلحين المنتشرين في الجرود في القلمون، وعن ان الرهان على فصل الشتاء كفيل بحسم المعركة الى حد ما"، لافتاُ الى أن "مسلحي "جبهة النصرة" والكتائب السورية الاخرى المعارضة منتشرة في الجرود العالية، مما يعطيها موقعا عسكريا افضل رغم الحصار، لكن هذا الموقع يصبح سيفا ذا حدين عند قدوم فصل الشتاء، فالبرد والحصار سيجعلان مقاتلي "النصرة" و"داعش" في مواجهة الثلوج على ارتفاعات تفوق الـ2000 متر عن سطح البحر".

ولفت المصدر الى ان "هذه الحالة المناخية الصعبة ستفرض على المسلحين،القيام بالمبادرة الهجومية. كانوا في موقع دفاعي منذ اندلاع معركة جبال القلمون، وسيجدون انفسهم مضطرين الى الهجوم من اجل كسر الحصار والانتقال الى مناطق متدنية الارتفاع وأدفأ، اضافة الى اضطرارهم للسعي الى كسر الحصار في بعض النقاط للانتقال الى الداخل السوري، الامر الذي سينقل الافضلية الى المدافع أي الى "حزب الله".

وأشار الى ان "حزب الله" يمتلك قدرات دفاعية، من تغطية نارية كبيرة الى تحصينات على امتداد الجرود التي يسيطر عليها، تكبد اي مهاجم خسائر كبيرة، وهذا الامر خبره المسلحون من خلال الهجوم الذي نفذوه قبل ساعات من الهجوم على بلدة عرسال، على جرود بلدة يونين التي يسيطر عليها الحزب حيث تكبد المهاجمون خسائر بشرية كبيرة"، معتبراً ان "من هنا تبرز اهمية السيطرة على تلة موسى".

وأضاف إن "السيطرة على هذه التلة ستجعل تحركات المعارضة شتاء معرضة لخطر الكمائن، مما يغلق جزئيا معبر عرسال، بعدما أغلق معبر الزبداني".

وتقع تلة موسى في جرود رأس المعرة الملاصقة لجرود عرسال، وترتفع نحو 2400 متر عن سطح البحر، وهي احدى اعلى تلال جبال القلمون على الاطلاق، يستطيع المتمركز فيها السيطرة بالنار على جزء واسع من جرود عرسال.

في المقابل، راى مصدر معارض في القلمون ان "حزب الله" يسعى منذ مدة طويلة الى السيطرة عليها، لأنها تكشف جزءا كبيرا من جرود القلمون، وتاليا تتيح لمن يسيطر عليها استهداف تحركات الفريق الآخر"، مؤكداً ان "مقاتلي الحزب لن يستطيعوا السيطرة على التلة قبل الشتاء، الذي سيؤدي بهم الى الانسحاب من نصف المواقع التي يسيطرون عليها اليوم. فهم لا يستطيعون الصمود في الصقيع، وعند ذلك سننزل الى السفوح المتدنية تجنبا للبرد".

وأضاف اذا لم ينسحب مقاتلو "حزب الله" سنكون امام احتمالين، الاول هو البقاء حيث نحن، وهذا امر متاح، لأننا معتادون هذا النوع من البرد، اما بهجوم تكون لنا الافضلية فيه لأنه سيكون في ظروف مناخية لم يعتدها مقاتلو "حزب الله"، مشيراً الى ان "المعركة اليوم هي معركة مراصد، او تلال استراتيجية، فكما يسعى حزب الله الى السيطرة على تلة موسى، سيطرنا قبل ايام قليلة على "تلة الثلاجة" الاستراتيجية ايضا".