رأى الشيخ عفيف النابلسي، انه "ليس للبنان قوة داخلية لصنع حلول للأزمات التي تواجهه، فقد استعاضت القوى السياسية عن الحلول بألعاب الهروب والنأي بالنفس ودفن الرؤوس في الرمال، حتى تصدرت المساومات العبثية والفوضى، المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي. وكأن المطلوب إرهاق اللبنانيين ليسقط الوطن ككيان موحد، وكصيغة للتعايش، وكقوة في مواجهة العدو الإسرائيلي والتكفيري" .

ولفت في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء، في صيدا الى أن "​الأزمة السورية​ زادت بمفاعيلها الوضع في لبنان سوءًا والمخاطر اتساعاً ، والمخاوف عمقاً، خصوصاً لجهة النازحين الذين لا يشكلون ضغطاً سكانياً فحسب وإنما واقعاً ديمغرافياً يهدد هوية لبنان وصيغته توازنه. ولعله منذ بداية الأزمة كان المخطط ليس فقط تهديد البيئة اللبنانية، بل تهديد كل البيئات العربية بالفوضى السكانية، بحيث يتغير وجه المنطقة ليس فقط من الناحية السياسية بل من الناحية الديمغرافية والثقافية وصولاً لتمرير مؤامرة طرد ما تبقى من الفلسطينيين في فلسطين إلى البلدان الجديدة المجاورة، بحيث لن يكون هناك بعد ذلك اعتراض على الواقع المستحدث لأن الخريطة القديمة أصبحت معدومة.ولتبحث ساعتئذٍ كل جماعة عن ملاذ وأرض للاستقرار".

ورأى أن "لبنان هو الحلقة الأضعف بين بلدان المنطقة بسبب تركيبته السياسية والاجتماعية الهشة وهو يحتاج دوماً إلى عوامل خارجية لاستقراره. والكل يدرك في هذه الظروف الخطيرة ماذا يعني الفراغ في رئاسة الجمهورية؟ وماذا يعني تعطيل مجلس النواب؟ وماذا يعني إضعاف مؤسسة الجيش وعدم دعمها؟ وماذا يعني أن تصبح مؤسسات الدولة شركات أو تابعة لهذا الفريق أو ذاك؟ . إن كل ذلك يمهد الأرضية للتفتت والتفكك والحرب الأهلية، فإذا لم يكن اللبنانيون على دراية كافية بما يجري من حولهم فإن مستقبلهم سيعكس دولة غير مستقرة وحينئذٍ لن يبقى شعب لبنان خارج المعاناة والمحنة والتشرد" .