أشار رئيس كتلة "امستقبل" النائب فؤاد السنيورة الى أن "قطع رأس كل من الصحافيين الأميركيين، ثم عامل الإغاثة البريطاني، أدى الى اندلاع موجة غضب عارم في العالم، ومع أن "داعش" أخذت تحتل عناوين الصحف منذ عام واحد، إلا أنها بدأت تتكون منذ سنوات، ما يعني أنها ليست وليدة اللحظة ليتفاجأ المجتمع الدولي بها".

ولفت السنيورة في مقال نشر في موقع الـ"CNN" الى أن "الغرب أكد خلال 3 سنوات الوقع الأوسع الذي يمكن أن يتركه الرد الوحشي للرئيس السوري بشار الأسد على الانتفاضة السلمية التي شهدتها سوريا إبان الربيع العربي، لكن الدعم الغربي للانتفاضة بقي مصطنعا"، مشيرا الى أن "الحرب التي شنها النظام على شعبه أدت إلى اتخاذ النزاع طابعا عسكريا، ارتدى في ما بعد بدوره بعدا طائفيا".

ورأى أن "الغرب في العراق تجاهل رسالة الانتخابات النيابية، فكرس كامل دعمه لرئيس الوزراء العراقي الستبق نوري المالكي رغم دفاع هذا الغرب عن الديمقراطية، وما كاد المالكي يصل إلى الحكم حتى نفذ سياسات إقصائية ولدت لدى طائفة واسعة من المجتمع العراقي شعورا بالتهميش"، مشيرا الى أن "هذا التهميش أتاح الفرصة أمام تنظيم "داعش"، الذي أعلن نفسه الدولة الإسلامية، لاستغلال رغبة الطائفة السنية في الحصول على تمثيل أكثر إنصافا".

وشدد على أن "الممارسات التي تقوم بها "داعش" بما فيها استهداف المسيحيين والأيزيديين لا تمت بأي صلة للممارسات الإسلامية على مر العصور، من المشرق إلى الأندلس، فلطالما كان المسيحيون جزءا لا يتجزأ من تاريخ العرب"، مؤكدا أن "الوجود المسيحي في هذا المكان من العالم ليس حالة شاذة، فالمسيحية إنما هي جزء من تاريخ المنطقة ومن تاريخ الإسلام أيضا".

وأكد السنيورة أن "زيادة دور الولايات المتحدة في المنطقة، وفق ما أشار الرئيس الاميركي باراك أوباما في خطابه، أمر مرحب به، ومن الممكن أن ينجح العنصر العسكري المقترح بما في ذلك الضربات الجوية في احتواء التهديد الذي تطرحه داعش"، لافتا الى أن "القضاء الفعلي على خطر عودة التنظيم يستدعي من الغرب تفعيل دوره في إيجاد حلول مستدامة للمشاكل الأساسية في المنطقة".