بلغ تصعيد المسلحين ذروته أمس في عرسال بخرق جهة معادية للجيش لم تعلن هويتها، وقف النار عبر تفجير شاحنة تابعة له في وسط عرسال، بعد هدوء دام نحو 44 يوماً، فاستشهد جنديان وجرح ثلاثة، مع التذكير بأن المعارك بين الجيش والمسلحين الارهابيين كانت قد اندلعت في 2/ 8/ 2014 باعتداء شنّوه على مراكز عسكرية في جرود عرسال، ثم امتد الى البلدة. وتزامن هذا التفجير مع عزل الجيش عرسال عن جرودها واحكم السيطرة على جميع الطرق لمنع ارسال ما يحتاج اليه المسلحون في الجرود من مؤن غذائية وطبية.

رد الجيش على العبوة الجانية بعمليات دهم نفذها في جوار منطقة الانفجار، في محاولة لكشف الجهة التي تقف وراءه. وعزز مواقعه العسكرية بقصف مدفعي لتحركات المسلحين. وليلا، سقط صاروخان بين اللبوة والنبي عثمان مصدرهما مرابض المسلحين في جرود عرسال، وردت مدفعية الجيش على مصادر النيران، فقتلت سورياً وأصابت مطلوباً وفقاً للمعلومات الرسمية. وهذا هو الرد الأول من مرابض الجيش على صواريخ تستهدف اللبوة والنبي عثمان في اتجاه مصادر اطلاق الصاروخين في جرود عرسال. تلا ذلك سقوط صاروخ على مكتب حركة "أمل" في اللبوة. ورفض المسؤولون زعم المسلحين امس ان العبوة التي انفجرت من صنع الجيش و"حزب الله"، واعتبروا ذلك "ضربا من الخيال اذ كيف يمكن المؤسسة التي تنشئ الجندي ان تقتله ممزقا في وضح النهار اثناء قيامه بواجبه العسكري؟".

وليلاً، سادت بلبلة بعدما لوحت "جبهة النصرة" على شبكة "تويتر" بقتل الجندي بصيغة ملتبسة: "محمد حميه اول ضحية من ضحايا الجيش اللبناني الذي أصبح ألعوبة في يد الحزب الايراني". واذا صح ذلك فسيكون اول جندي محتجز لديها يقتل، فيما سبق لـ"داعش" ان ذبحت اثنين.

ونقل عن مسؤول حكومي انه اذا صح مصرع حميه، فهذا يعني ان المسلحين تجاوزوا الوساطة القطرية وتخلوا عن اصغائهم لأصدقاء لهم طلبوا اليهم التريث في تنفيذ القتل، وتطويل مهلة الانذار لمعرفة ما سيحمله الموفد القطري.

ولم يستبعد ان تكون الساعات المقبلة ساخنة على جبهة عرسال، وان تظل حياة العسكريين المحتجزين معرضة للخطر، وسط لجوء الارهابيين لاستعمال الضغط العسكري على قطر، إما للاسراع في إيفاد وسيطها وإما للإحجام عن ذلك بعدما وعدت الدوحة على أعلى المستويات رئيس الحكومة الاحد الماضي بأنها ستقف الى جانب الجيش اللبناني في مكافحته للارهاب.

وأكد أن الجيش مستنفر في تلك المنطقة ولن يسمح بأن يجدد الارهابيون اغتيال العسكر الذي يقوم بمهماته الوطنية لحماية الناس. وحصل تداول بين سلام ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي لاتخاذ موقف بعد الجريمة الاخيرة في قلب عرسال.

ورأوا ان هدفها زرع الكراهية بين سكانها والجيش، او دفع الاخير الى ضرب البلدة بعنف، وهذا ما تتلافاه قيادة الجيش منذ اندلاع المعارك في الثاني من آب الماضي، لأنها تعتبر ان العديد من اهل البلدة يخدمون في الجيش ومعظم سكانها يؤيدونه، واي عمل عسكري لن ينفذ الا في شكل محدود من اجل احباط ما يخطط له الارهابيون لإلحاق الاذى بالبلدة.