باكراً بدأ صباح عائلة الشهيد في ​الجيش اللبناني​ علي احمد حمادة المعروف باسم ​علي الخراط​ في صيدا، بعد يوم طويل ملؤه الدموع والحزن بعد تلقيها نبأ استشهاده في عبوة ناسفة استهدفت الية للجيش اللبناني في عرسال، بدلا من اتصال كانت تنتظره على أحر من الجمر كعادتها كل يوم للاطمئنان عليه.

الحداد خيم على العائلة التي اتشح افرادها بالسواد، فالوالد أحمد يرقد في غرفة العناية الفائقة في مستشفى حمود الجامعي بين الحياة والموت والعائلة تنتظر عودة علي لتلملم جراحها، فيما هو غارق في غيبوبته لم يعرف بعد أنّ ابنه استشهد ومضى في قافلة الدفاع عن الوطن من يد الارهاب.

في منزل شقيقته توأم عمره علياء، كان مشهد الوداع مؤثرًا وحزينًا، فالشهيد علي البالغ من العمر 37 عاما اشترى منزلا حديثاً في قرية السلام استعداداً لبناء أسرة، لكن حلمه لم يتحقق وستزفه العائلة عريسًا في موكب الشهادة ومعها عائلته الكبرى صيدا وكل لبنان.

تقول عليا وقد غصّ منزلها بحشود المعزين، "كان يفترض أن يتصل بنا أمس ويعود إلى صيدا اليوم، ها قد عاد ولكن محمولا على النعش في عرس الشهادة، لقد قدم دمه وروحه فداء للوطن وكي ينعم ابناؤه بالامن والاطمئنان".

وسط حالة من الذهول والصدمة، تتنشق عليا رائحة بزته العسكرية المرقطة، تقول: "كان هنا يمضي معظم وقته، ويتنقل بين منزل والديه في ضهر المير في صيدا القديمة وبين منزله الذي اشتراه حديثا، لقد خطف حلمه المجرمون الارهابيون وحسبنا أنه قضى شهيد الواجب دفاعاً عن الوطن".

وبحرقة وحسرة، أكدت أنها لن تقوم بغسل بزته العسكرية كي تبقى تشم رائحته، "لأنه لم يمت بل هو معنا شهيد حي"، قبل أن تضيف: "اجا دورنا يا أمي.. اجا دورنا بالشهادة".

والشهيد علي واحد من ستة أبناء لعائلة احمد حمادة، أربعة شبان وبنتان، تقول شقيقته الاخرى: "لقد كان لسان حال العائلة يردد دوما عند كل حدثٍ جلل واستشهاد عسكري في الجيش، نتعاطف مع عائلات العسكريين المخطوفين والشهداء، فأصبحنا منهم"، وتتابع: "لقد ضحى بحياته من اجل وطنه"، مضيفة "كنا نخشى عليه وخاصة مع احداث عرسال الاخيرة ولكن لم نقل له يوما لا تذهب، فدمه مثل دم العسكريين الاخرين والعتب على المسؤولين السياسيين الذين لم يدعموا الجيش اللبناني بالا بالكلام بدلا من الافعال".

أما الوالدة أم علي، التي لم تتمالك نفسها فقد احترق قلبها، فقد استعادت ذكرياته، قائلة "لقد كان هنا قبل يومين وامضى معنا اسبوعا كانه الوداعه الاخير، اتصل قبل يوم وابلغ شقيقته ان "بالي مشغول على ابي وسأعمل كل جهدي لأطمئن عليه بنفسي في اقرب وقت"، قبل ان تضيف: "لم يستطع ان يفعل ذلك، الله يحرق قلب المجرمين والارهابيين".