رأى وزير الاتصالات ​بطرس حرب​ انه "قد تكون المرحلة الحاضرة أخطر الحقبات التاريخية التي واجهها اللبنانيون مسيحيين كانوا أم مسلمين، وواجهها الوطن لبنان. فالمخاطر ليست محصورة بظاهرة داعش والنصرة فقط بل تتجاوزها الى الظروف الدولية والواقع الإقليمي والتخبط اللبناني الداخلي، بما فيه الحالة المسيحية"، مؤكدا ان "لبنان في عين العاصفة، وهي عاصفة عاتية تضرب البيت اللبناني، الذي شرعت أبوابه صراعات أبنائه الداخلية، ما جعله فاقد المناعة المطلوبة للمواجهة".

ولفت إلى انه "لقد ناضلنا، وبذلنا الدماء الغالية، وسقط لنا أعز الشهداء لإستعادة سيادتنا وقرارنا الوطني، ونجحنا بذلك يوم توحد المسيحيون والمسلمون للمطالبة بخروج السوريين من لبنان والإنتهاء من الحكم السوري، الذي تعودنا على تلطيف تسميته بالوصاية السورية في حين فشلنا في ذلك يوم كانت المطالبة بخروج الجيش السوري ومخابراته محصورة بالمسيحيين لوحدهم، ولو كانت برعاية بطريرك الموارنة العظيم نصر الله صفير ومن خلال لقاء قرنة شهوان، الذي كان لي شرف الإنتماء إليه".

وخلال لقاء سياسي تحت عنوان "لبنان في مواجهة العاصفة" في قاعة محاضرات ثانوية سيدة الخلاص لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في شكا، أكد ان "لسنا اليوم في معرض تحميل المسؤوليات للآخرين، أو الغوص في إدانة موقف من عطل قدرة الحكومة السابقة على وضع خطة لجميع النازحين في مناطق تختارها السلطة اللبنانية وتخضعها لرقابتها، دخولاً وخروجاً، فتمنع دخول أي مسلح إليها، كما تمنع خروج مسلحين منها، كما تحول دون إنفلاش النازحين في كل بلداتنا وقرانا، وقد بلغ عددهم أكثر من مليون نازح.

وأشار إلى ان "كل قضية لا نتفق عليها بالإجماع لا تطرح على مجلس الوزراء، لأن ممانعة أي شخص تحول دون الموافقة عليها"، سائلا "كيف يمكن تسيير الدولة وإتخاذ القرارات الخطيرة لإنقاذ لبنان واللبنانيين، إذا كانت الدولة بلا رأس، وإذا كان مجلس الوزراء لا يستطيع إتخاذ قراراته بالأكثرية الدستورية المعروفة ويضطر الى تحييد كل موضوع لا إجماع حوله؟". وقال: "مجلس الوزراء مسؤول لكن المسؤول الحقيقي مجهول الهوية أيضاً".

وأضاف "قبل أن نطلب مساعدة غيرنا ، دعونا نساعد أنفسنا. فلنقم بواجباتنا، ولنعيد بناء سلطاتنا الدستورية، ولنوحد موقفنا من القضايا التي تواجهنا. وبالمختصر فلنعد الى أخلاقنا وقيمنا ولبنانيتنا، فليس تحرير الأرض كافياً، علينا تحرير عقولنا وإراداتنا، فلنتنازل عن كل الجنسيات والإنتماءات والولاءات للغير، ولنعقد الولاء للبنان، وللبنان فقط ، عندئذ نصبح أكثر حصانة في وجه العاصفة ، ويمكن عندها يمكن أن ننتصر"، داعيا كل الجهات السياسية وكل الأحزاب والقيادات، الى "العودة الى الضمير والى الترفع عن المصالح الفئوية والعائلية والشخصية، ولتغليب المصلحة الوطنية على كل إعتبار".