أدرج مجلس الأمن لبنان في لائحة الدول التي تتعرض لاعتداءات من تنظيم "الدولة الاسلامية – داعش" وذلك خلال اجتماع عقده الجمعة الماضي في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية وشارك فيه ثلاثون وزيراً، باستثناء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي اعتذر من نظيره الاميركي جون كيري في باريس عندما وجه اليه الدعوة رغم انه سيكون في الولايات المتحدة، ولكن في لوس انجلس في زيارة لم تكشف طبيعتها الا يوم الجمعة، عندما تبين أنها ترمي الى لقاء مع الجالية اللبنانية يرتدي طابعاً استثمارياً لمصلحة الاقتصاد في لبنان، إذا صدق وعد باسيل بتخصيص 20 في المئة من ربح اي مشروع استثماري ينفذه المغترب في كاليفورنيا.

ووصف احد العارفين بشؤون الاغتراب تحفيز باسيل بانه أمر جيد لابقاء المنتشر على صلة بالوطن الأم، لكن فاته ان المنتشر هاجر على مضض من جراء حكامه وسياسييه والأمن الغائب، ولفت الى اهتزاز الأمن في شكل خطر جداً، منذ الثاني من آب عندما هاجم مسلحون من "داعش" و"أهل النصرة" الجيش في عرسال.

ولفت الى أن لقاء الجالية مهم وضروري رغم ان نتيجته نظرية ومجرد كلام ومن المستبعد أن يتحول أفعالاً. وفي اي حال كان اجتماع لوس انجلس يتحمل التأجيل الى موعد آخر، لا سيما أن معظم المدعوين ينتمون الى "التيار العوني" او يؤيدونه، وخصوصاً أن باسيل باق في الولايات المتحدة بعد "يوم لبنان" في الجمعية العمومية للامم المتحدة في 26 الجاري وسيزور كليفلاند بعد نيويورك.

وذكر أحد المطلعين ان باسيل تجنب ربما المشاركة في اجتماع مجلس الامن في نيويورك لانه لا يريد ان يتورط في موقف يرتبط بموضوع مكافحة ارهاب "داعش" إثر مشاركته في اجتماعين متتاليين في كل من جدة دعت اليه السعودية وباريس دعا اليه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعنوان الأمن والاستقرار في العراق، مع التذكير بأن وزير الخارجية والمغتربين كان تراجع في العاصمة الفرنسية عن مواقفه بشأن ما اتخذ من قرارات اثر تلقيه انتقادات من حلفائه في قوى الثامن من آذار بدليل الاستفسارات الكثيرة التي وجهها في آخر جلسة لمجلس الوزراء. وعقب اتصال أجراه به رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون بينما كان باسيل في العاصمة الفرنسية ليغير موقفه ويعلن قبل عودته الى بيروت أن لبنان لا يريد الانخراط في اي محور وهو بالتالي ليس داخل المحور الاميركي – العربي لمكافحة الارهاب ولم يطلب الاميركيون منه اي خدمات في اطار محاربتهم لتنظيم "داعش".

وقد لام مسؤول حكومي باسيل لتفضيله اجتماع لوس انجلس على مشاركته في اجتماع لمجلس الامن يعالج هجمات "داعش" عل العراق في شكل خاص وعلى سوريا بشكل عام، وقال إنه كان على وزير الخارجية حضور الجلسة ليقدم تقريراً حياً خصوصاً بالكلام والفيديو عن جريمتين ذبح "داعش" لجنديين بريئين من الجيش اللبناني يقومان بواجبهما واعدم رفيق لهما رمياً بالرصاص، وكان عليه أن يحض الحضور لتتحرك دولهم وتضع ثقلها لانقاذ من تبقى من الجنود الابرياء الـ25 الذين يحتجزهم التنظيمان الارهابيان ويهددان باعدامهم لأن الحكومة لا تنفذ مطالبهم المرفوضة من السلطات ومن الشعب. واذا كان هذا التحالف الدولي يريد إثبات مصداقيته فعليه ان يسارع الى دعم لبنان الذي بدأت التنظيمات الارهابية تغزوه من عرسال واحتلت جرودها واخذت تعتدي على بعض العسكر والعرساليين وتخطفهم لتنفيذ ما تطالب به.

وتدارك المصدر بأن مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام كانت له مداخلة مميزة في الجلسة دعا فيها المجتمع الدولي الى دعم لبنان في مواجهته لارهاب "داعش" وحضه على مد الجيش بالأسلحة المؤاتية لصد هجماته.

ولفت الى ان البيان الذي صدر في ختام جلسة وزراء الخارجية أورد اسم لبنان من بين الدول التي تتعرض الى اعتداءات من "داعش" بدون ان يشير الى تحرك عسكري جوي وبري لمساندته. وكان كيري ترأس هذه الجلسة لكون بلاده رئيسة الدورة الحالية للمجلس للشهر الجاري.

وبرر ديبلوماسي شارك في صياغة البيان ان الجيش اللبناني اثبت قدرته على صد اي هجوم من "داعش" او "النصرويين". وهناك تسريع لعملية مده بالسلاح الكافي لتحرير جرود عرسال من المسلحين الارهابيين قبل انتشار الفتنة في تلك المنطقة التي برهن زعماؤها عن طاقة قوية من الصبر والتحمل والرغبة في التعايش ووأد الفتنة التي يسعى الارهابيون الى اشعالها مذهبياً عند الحدود الشرقية للبنان مع سوريا".