عرسال باتت في قفص الاتهام هذا ما تراه اوساط وسطية مراقبة لما يجري على الحدود بين هذه البلدة وجرودها التي باتت مرتعاً لعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات المصنفة ارهابية.

هذه البلدة البقاعية التي احتضنت اللاجئين السوريين حتى فاق عددهم الـ 80 الف لاجىء حوالى ضعف سكان البلدة الاصليين، هذا العدد من المؤكد انه يضم عدداً من المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في القصير ويبرود حيث وجدوا الملجأ الآمن لهم لحين تحديد ساعة الصفر لمعاودة نشاطهم حسب هذه الاوساط التي اعتبرت ان الامر ليس تجني على البلدة، لان هذا الامر تجلى في المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضد المسلحين في آب الماضي الذين كانوا يتحصنون داخل البلدة وذلك عقب توقيفه لأمير لواء «فجر الإسلام» عماد أحمد جمعة، الملقب «أبو أحمد»، وهو يحاول العبور بين المصيدة ووادي حميد على بعد 200 متر من حاجزه.

بالامس حمّل والد الشهيد في الجيش اللبناني محمد حمية مسؤولية استشهاده لرئيس بلدية عرسال علي الحجيري وللشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ «ابو طاقية»، فهل هذه التهم تعني ان عرسال باتت في قفص الاتهام، وهل باتت بيئة حاضنة لـ «داعش» و«النصرة» لا سيما وان عدداً كبيراً من العراسلة اوقفوا من قبل السلطات اللبنانية بتهمة مقاتلة الجيش والقيام باعمال ارهابية، وهل صحيح ان المسلحين يتلقون تموينات غذائية ومحروقات من البلدة.

رئيس بلدية عرسال علي الحجيري اكد لـ «الديار» ان لا دخل لابناء البلدة بالانفجار الذي استهدف الجيش اللبناني وان التهديدات التي اطلقت بحقهم هي من باب الضغط خصوصاً ان اهل الجندي مجروحين وهو يتوجه لهم بالتعزية لمصابهم الاليم.

وتابع الحجيري انه اول من سعى الى المفاوضات في بداية المعركة في عرسال ولم يلق تعاوناً من اي طرف وفي النهاية عادوا الى بيوتهم التي طوقها المسلحون.

وعما اذا كان الجيش في بيئته الصالحة في عرسال، لا سيما وان الانفجار الذي استهدف احدى آلياته العسكرية قيل انه انطلق من البلدة، اكد الحجيري ان الانفجار حصل داخل عرسال ولكن ستبقى البلدة بيئة للجيش اللبناني وان هناك طرف ثالث يحاول خلق فتنة والتخريب عليها، وليس من مصلحة اهلها ان يجلبوا الخراب اليها .

وعن عدم مطالبته بخروج النازحين السوريين اكد الحجيري انه طالب الدولة عدة مرات بضرورة انشاء مخيمات خارج البلدة على نمط ما فعلته تركيا، لكن فكرته لم تلق القبول والامر ليس بيده.

وعن المعلومات التي تحدثت عن تموين المسلحين بالمواد الغذائية والمحروقات من مازوت وغاز لا سيما وان ليس للمسلحين مكان يلجأون اليه لتأمين حاجاتهم سوى عرسال، لفت رئيس البلدية الى ان لدى المسلحين طرقات عديدة تصلهم بمعظم المدن السورية وحتى بالعراق، وهذا الامر يطرح السؤال من اين يجلبون السلاح للقتال، وبالطبع ليس من عرسال، لان لديهم طرقات يسلكونها من حمص حتى الحدود وفي منطقة رنكوس ويبرود، ولا يستطيع احد اقفالها، لافتاً الى ان لا تواصل مع المسلحين.

وعن مساعيه لاطلاق سراح العسكريين، شدد الحجيري على انه سعى كثيراً لانهاء هذا الملف ولكن الامور تتبدل بسرعة، الامر الذي اصابهم بالضياع نظراً لتعدد الافرقاء المسلحة خصوصاً ان هؤلاء اصبحوا لا يمونون على بعضهم.

وبسؤاله عن النسبة الكبيرة من الاشخاص الذين اوقفهم الجيش اللبناني بتهمة الاعتداء على عناصره وان معظمهم من اهالي عرسال، اعتبر الحجيري ان الجيش وقائده هما الدولة الام ومن له علاقة فليوقف، على الرغم من ان هناك ظلم في بعض الاحيان، واشار الى ان هناك اسماء ترسل الى المخابرات بسبب حقد عليها وبعضها لا علاقة له بما يجري .

واكد الحجيري ان الوسيط السوري الذي تولى المفاوضات في شأن راهبات معلولا الموجود في قطر هو اليوم من يتولى قضية العسكريين.

وفي الختام وجه الحجيري نداء الى الدولة بضرورة تحييد الجيش وعدم توريطه في الحرب لان هذا الامر هو جريمة تؤدي الى انهيار الدولة اللبنانية، وهناك من يريد اللعب على التوتر .