دخلت المعركة في جرود عرسال بين الجيش والارهابيين في الساعات الاربع والعشرين الماضية خط النار الذي يسبق كما تقول مصادر عسكرية المعركة الكبرى التي يصل فيها المتقاتلون الى مرحلة الالتحام او القتال وجهاً الى وجه، خصوصاً وان الجيش قام بدك مواقع الارهابيين على مدى الساعات التي تلت تفجير عبوة ناسفة في دورية عسكرية بشكل عنيف ومركز، مما جعل النصرة وداعش تتلون البيانات الواحد تلو الآخر ملوحة بالتصعيد وقتل المزيد من العسكريين.

وهذا الموقف من قبل المجموعات الارهابية يدل كما تقول المصادر على مأزق «النصرة» و«داعش» التي وان كانتا تحتفظان بورقة العسكريين الا ان المجموعات الارهابية باتت على يقين انها على مشارف مأزق وبالتالي فان عدم حصول تسوية ما، سيطيح بالمجموعات التي تستوطن الجرود العرسالية والتي لن تكون قادرة على الاستمرار في الجبال بفعل العوامل الطبيعية الضاغطة مع اغلاق عدد كبير من المنافذ والطرق التي تصل عرسال بالجرود من الجانب اللبناني والطوق السوري من الجهة المقابلة.

ولمن يشكك في التدابير التي تتخذها السلطة السياسية وينفذها الجيش، تقول مصادر سياسية متابعة للملف، ان الايام القادمة وحدها كفيلة بتظهير الصورة الحقيقية وصحة موقف السلطة التي اتخذت قراراً جريئاً وخطيراً بعدم المقايضة او تسليم احد من الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية ، فليس مقبولاً ان تذعن الدولة اللبنانية لمطالب الارهابيين بالافراج عمن يشكلون تهديداً قوياً في حال اطلاق سراحهم . فواقع الحال ان المجموعات الإرهابية تضيف المصادر تدرك في قرارة نفسها وحساباتها انها دخلت في النفق المسدود نتيجة تعنت السلطة بعدم قبولها بالمقايضة من جهة ، ولأن تصفية الشهداء العسكريين الثلاثة لم تحقق مبتغاها بضرب المؤسسة العسكرية وهدم معنوياتها من جهة او بالتسبب بفتنة مذهبية، وبالعكس فان اعدام العسكريين سبب موجة غضب شاملة في كل المناطق اللبنانية، على الجبهة السنية كما على الجبهة الشيعية اللتين ساوت بينهما «داعش» في الإعدام فلم توفر اي طائفة في حقدها على المؤسسة العسكرية وضباطها وجنودها وهذه حقيقة ثابتة في تاريخ المواجهة بين الإرهاب والجيش من الضنية الى معركة نهر البارد الى عرسال الى استهداف الحواجز العسكرية في مختلف المناطق بالتفجيرات الانتحارية.

من جهة ثانية يمكن القول تضيف المصادر، ان ارهاب داعش ساهم في خلق حالة لبنانية واحدة ضد الارهاب وهذا ما ظهر في اعتصامات التضامن مع الجيش اللبناني، وفي مواقف السياسيين والقيادات وحتى اهل الشهداء الذين لم يعلنوا انفصامهم عن المؤسسة العسكرية، فليس عادياً ان يؤكد والد الشهيد حمية انه يصر على الدولة لرفض المقايضة بين جثة ابنه والموقوفين في سجن رومية، او ان تلتقي عائلتي مدلج والسيد للصلاة على ارواح اولادهما.

إلا ان ذلك وعلى الرغم من الضربات العسكرية التي ستزيد وتيرتها مع اقتراب فصل الشتاء وتوجه المجموعات الارهابية الى حسم المعركة او استعدادهم للانتقال الى الداخل العرسالي، فان ذلك لا يلغي المخاوف من توجه المجموعات الارهابية الى ممارسة المزيد من الضغوط تقول المصادر من خلال المزيد من الإعدامات ربما خصوصاً ان «النصرة» كما تناقلت المعلومات ابلغت الوسيط القطري انها ستعود الى تنفيذ القتل وإعدام الموقوفين لديها، بعدما ثبت لها انه من الصعب تحقيق مطالبها بالافراج عن الموقوفين الاسلاميين وان القوى الأمنية لن تستجيب لمطالبها بفتح المعابر التي تصلها بعرسال، وان الفتنة التي تسعى لتثبيتها بين اللبنانيين لا يمكن ان تحصل مهما بلغت التهويلات.