"الشر يأتي من الشمال"، مقولة درج الإسرائيليون على استخدامها، عندما يتعلق الأمر بتهديدات حزب الله. والمقولة، المتوغلة عميقاً في لغة الإسرائيليين، مردها توراتي لنبوءات واردة في الكتب المقدسة لليهود.

هاجس الإسرائيليين تجاه حزب الله، وتحذير جيش الاحتلال من قدرته الفعلية على احتلال الجليل ومستوطناته، كانت محركاً جديداً للحاخامات، لإطلاق الصوت عالياً عن "نبوءات آخر الزمان"، كما وردت في التوراة، وشُرحت بإسهاب في "الجماراه"، أحد أهم الكتب اليهودية المقدسة.

النبوءة، كما وردت في التوراة، نصها كالآتي: "قال لي الرب إن الشر يأتي من الشمال على كل سكان البلاد". أحد الحاخامات، أمنون يتسحاقي، زعيم منظمة "شوفار" لنشر التعاليم الدينية اليهودية في إسرائيل وحول العالم، تولى في محاضرة له أمام الآلاف من اليهود الإسرائيليين في هرتسليا، شمال تل أبيب، شرح معنى أن يحتل حزب الله مستوطنات في الجليل، ودلالاتها بحسب الشريعة اليهودية.

"إذا كنا قد انبطحنا أرضاً خوفاً مدة خمسين يوماً جراء صواريخ غزة، على الطرقات وعلى سلالم المباني، إلا أن الأمر سيكون مغايراً عندما يبدأ الأمر مع حزب الله"، هكذا استهل يتسحاق كلامه، وأضاف أن العام المقبل سيكون حاسماً، وليس كأي عام، إنه يوم الحساب يقبل إلينا، فـ"ألف صاروخ يطلق علينا في اليوم الواحد، وليست كالصواريخ التي تم تنقيطها (من قطاع غزة). هو أمر مختلف، فهي صواريخ دقيقة ورأسها المتفجر يزن مئات الكيلوغرامات لكل صاروخ".

ولفت الحاخام، إلى أنه "إن بدأ الأمر مع حزب الله، فعلينا أن نعلم مسبقاً أنهم يتدربون في سوريا للسيطرة على الجليل، ويا ويلاه على الجليل، ها هم ينتظرون لاحتلالك"، وأضاف: "العالم يسير نحو تصادم كبير وبخطوات متسارعة جداً إلى حرب يأجوج ومأجوج، وهذه هي آخر الحروب، حيث سيوجه الجميع سلاحه ضدنا هنا ونحونا فقط، وكلهم سيكونون ضدنا، وحينها ليكن الله في عوننا".

وشرح الحاخام أمام مريديه النبوءات الواردة حول آخر الزمان وما سيحدث لليهود في إسرائيل، وقال: "وارد لدينا أن جبل صهيون (في القدس) سيجمع البقية الباقية (من اليهود)، ووارد لدينا أنه في كل مدينة من البلاد سيبقى فقط واحد أو اثنان من كل عائلة يكتب لهما النجاة، وهناك من يرى أن واحداً فقط من كل عائلة سينجو. إن القلة القليلة فقط من اليهود ستنجو".