تهديدات الزرقاوي باحتلال بيروت وتوزيعه الرسائل يميناً وشمالاً باتجاه كل اللبنانيين الشيعة والمسيحيين والدروز والسنة لا تزال تشغل بال المعنيين عن سر جرعة الثقة المفرطة للامير الارهابي الذي يصول ويجول ببياناته فلا يستثني هو وغيره من امراء «النصرة» او «داعش» احداً في الداخل من حزب الله الى ميشال عون فسمير جعجع والقيادة العسكرية محملاً اياها مسؤولية هدر دم العسكريين. ولكن هل فعلاً يمكن الركون الى صدقية تهديدات المجموعات الارهابية بالتوسع والتمدد في المناطق اللبنانية، وما مدى جدية هذه التهديدات، وهل ان القوى الأمنية على بينة من حجم الارهابيين وقوتهم ؟

تجيب اوساط عليمة بما يجري على الساحة الامنية ان تلك التهديدات بتصفية العسكريين ما هي إلا زوبعة في فنجان لاستثارة العواطف وتجييش الشارع المؤيد للارهاب والمجموعات الارهابية المنتشرة في مخيمات النازحين بأن الارهاب آت لنصرتها ومساندتها في معركتها لبسط «الدولة الاسلامية» من جهة ومن اجل ترويع اللبنانيين لأي طائفة انتموا بانهم قادمون وبان مصير الطوائف الصغرى او الأقليات سيكون على غرار مصير الأيزيديين والمسيحيين في العراق ومن هنا يمكن فهم التهديد الأخير للزرقاوي بانه موجه الى المسيحيين لاحتلال العاصمة بيروت وكذلك اتهامه لهم بمساندة حزب الله ودعمه.

فاجتياح بيروت تضيف الاوساط يكاد يشبه حلم ليلة صيفية لا تلبث مفاعيله ان تتلاشى بسرعة فالمجموعات الارهابية تدرك ان معركتها في لبنان تختلف بكل تفاصيلها عن معركتها في اي بقعة اخرى، فالمجتمع اللبناني رافض بكل مكوناته لـ «داعش» و«النصرة» وحتى في البيئة التي يتم الاعتقاد بانه حاضن لها، وبالركون الى ما جرى في عرسال بعدما قامت المجموعات الارهابية في بداية معركتها مع الجيش بالتنكيل بأهل عرسال وعندما خرج الارهابيون من مخيمات النازحين لينضموا الى المجموعات التي قاتلت الجيش. فدرس عرسال يمكن تعميمه على كل المناطق اللبنانية والمظاهرات التي تخرج ضد الجيش يتبين انها من المخيمات ولا تضم لبنانيين.

اما الوصول الى بيروت تقول الاوساط فدونه المرور بكل المناطق حيث إضافة الى خط النار الذي تقيمه المؤسسة العسكرية بفصل عرسال عن جرودها، والى وجود حزب الله في بعض المناطق الساخنة والى الامن الذاتي الذي يقوم به الشبان المسيحيون في القرى والمسيحية في البقاع او الشمال ومثلهم الدروز في الجبل فهذه الإجراءات على حجمها الضئيل تجعل مرور داعش معقداً، لكن الخطر كما يقول المتابعون يكمن في الخلايا النائمة في المناطق التي يمكن ان تستفيق في اي لحظة لخلق اشكالية او مشكلة داخلية، وللتناغم مع مخططات الارهابيين وسيناريواتهم الا ان هذه الخلايا النائمة تبقى تحت المجهر الامني اذ ان القوى الامنية قامت في مراحل سابقة بتوقيفات عديدة لشبكات خطرة، وان التحقيقات مع الموقوفين ومن لهم صلة بالارهاب اكدت ارتباطاتهم وهم كشفوا عن معطيات مفاجئة للأجهزة الأمنية والمحققين .

صحيح ان ما يجري في لبنان مرتبط باحداث العراق وما يخطط للأردن والسعودية ولبنان، وبالتالي فان الانتشار المفاجىء لداعش وبالسرعة القياسية التي حصلت في العراق يؤكد ان انتشارها ليس مستحيلاً في لبنان ايضاً، فمساحة العراق وفق خريطة انتشار «داعش» تفوق انتشارها في لبنان مما يعني وفق المحللين الاستراتيجيين ان لا شيء يمنع تسرب داعش ألا ان سيناريوهات العراق وسوريا لا يمكن ان تحصل في لبنان . .

بدون شك ان الساحة البلنانية بخطر تؤكد المصادر، وان المجموعات الارهابية لم تعد مجرد خلايا نائمة بل اصبحت خلايا يقظة تنتظر القرار وساعة الصفر لتنفيذ الأوامر بتفجير الوضع الداخلي، ومجرد هدوئها لا يعني ضعفها انما لأنها تحت الضغط الامني والمراقبة ولأنها تعمل على حماية شبكاتها وأفرادها .