اشار عضو "كتلة المستقبل" النائب ​معين المرعبي​، الى أنه "لو أرادت إيران فعلا إثبات حسن نواياها تجاه هذا البلد الصغير، فإن هبتها الحقيقية للبنان لا تكمن بمنحها الجيش اللبناني حفنة من المساعدات العسكرية التي لا تُغني من جوع ولا تسد حاجة، إنما بإطلاق سراح القرار اللبناني الذي يخطفه "حزب الله" منذ عهود، وبتسليم سلاحه للجيش وفكفكة دويلاته في الضاحية والجنوب والبقاع"، مؤكدا أن "اللبنانيين لن يركنوا الى ما تعلنه قيادات "الحرس الثوري" الايراني من مواقف أشبه بالقبور المكلسة، خارجها براق ولماع وداخلها نتن ومتعفن" .

واوضح المرعبي في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أن "المشكلة الرئيسية تكمن في إصرار "حزب الله" على توريط الجيش اللبناني معه في الحرب السورية، لما في ذلك من إراحة له في الداخل السوري، الأمر الذي أدى بتفاصيله ونتائجه الى توغل المسلحين السوريين بشكل سافر ومستنكر ومدان داخل عرسال، واشتباكهم مع الجيش وخطف عدد من العسكريين الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني في الدفاع عن السيادة"، مشيرا إلى أن "عملية قطع الأهالي للطرقات الحيوية وان كانت لحث الحكومة على تسريع المفاوضات مع المسلحين، إلا أنها يجب أن تكون بوجه "حزب الله" المسبب الأول والأخير لخطف أبنائهم ومعهم كل لبنان بكل شعبه ومؤسساته".

واكد المرعبي أن "المقايضة هي الطريقة الأسلم والأسرع لتحرير العسكريين الرهائن وعودتهم سالمين، خصوصا أن وجود الإسلاميين في سجن رومية يُشكل عبئا ماديا وسياسيا وأمنيا على الدولة اللبنانية هي بغنى عنه"، مشيرا الى أن "هؤلاء أيا تكن جرائمهم وأسباب وجودهم في السجون اللبنانية، ليسوا أهم وأغلى من أرواح العسكريين الذين واجهوا التعديات على السيادة ببسالة تستوجب التفاني لتحريرهم من قبضة الخاطفين"، معتبرا أن "أصحاب نظرية هيبة الدولة كـ"التيار الوطني الحر" وقادته في حارة حريك ما هم إلا مصطادون في الماء العكر، كون سياساتهم لا تقوم إلا على خراب البصرة وعلى إهانة الدولة والجيش، بدليل دعوتهم لتسليح المسيحيين في البقاع الشمالي وجزين تحت عنوان الأمن الذاتي فيما هم في حقيقة هذا الأمر يسعون الى فلتان أمني من جهة، وتثبيت المعادلة الخشبية جيش وشعب ومقاومة من جهة أخرى".