أظهرت النقاشات خلال اجتماع "المجموعة الدولية لدعم ​لبنان​" في نيويورك في 26 ايلول الفائت مدى مخاوف تلك الدول على الاوضاع في البلاد وما تواجهه من تحديات تتراكم من الازمة السورية التي لم تتوقف فيها المواجهات العسكرية منذ اكثر من ثلاث سنوات. وتعتبر الولايات المتحدة ان اكثر تلك التحديات خطرا هو ما يبيته المسلحون الذين ينتمون الى تنظيمات ارهابية، مثل "داعش" و"جبهة النصرة" والتي ترابط في جرود عرسال عناصر مسلحة منها خارجة عن الرقابة العسكرية للأجهزة الامنية.

ويشارك الولايات المتحدة مخاوفها على لبنان كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا وسواها من الدول الاعضاء في هذه المجموعة، وقد عبر ممثلوها عن ذلك في مداخلات قدموها خلال اجتماع يوم الجمعة الماضي في نيويورك في مقر الامم المتحدة، حيث ترأس رئيس الحكومة تمام سلام الوفد اللبناني الى اجتماعات الدورة الـ69 للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأشارت تقارير تلك الدول الى امكان خروج ممارسات تلك التنظيمات عن السيطرة، وهذا ما سيهدد أمن لبنان خصوصا اذا عادت السيارات المفخخة الى بعض المناطق التي سبق ان استهدفتها. وتناول اكثر من ممثل دولة انتهاكات النظام السوري من خرق جوي وقصف في جرود عرسال، حتى لو كان الامر يستهدف تجمعات للارهابيين، يضاف الى ذلك ان دمشق تعارض اقامة مراكز للاجئين السوريين في المنطقة العازلة بين المصنع وجديدة يابوس على الحدود الشرقية، وبين العبودية ووادي خالد على الحدود الشمالية. ويرفض النظام اعادة اللاجئين من لبنان الى المناطق الهادئة التي لم تشهد اشتباكات داخل سوريا.

وأفادت معلومات ديبلوماسية ان الرأي السائد بين أعضاء دول تلك المجموعة هو الحاجة الملحة الى تزويد الجيش اللبناني العتاد وإجراء التدريبات اللازمة على الاسلحة من أجل ان يحافظ على الاستقرار الامني، وقد أثبت جدارة في صد الهجمات التي تعرضت لها مواقعه داخل عرسال وجرودها على الرغم من عدم توافر الاسلحة الملائمة لقتال "الداعشيين" و"النصرويين". وتوقف المشاركون عند الشهداء الذين سقطوا خلال اشتباكات الايام الاربعة من آب الماضي، وتصفية ثلاثة عسكريين.

ولفتت المعلومات الى ان الدولة الوحيدة التي سارعت الى تأمين اعتدة وذخائر للجيش اللبناني هي الولايات المتحدة، وجرى تشاور في كواليس مجلس الامن مع كل من وزيري خارجية فرنسا والسعودية للاسراع في بدء تسليم السلاح الفرنسي للجيش، بعدما موّلته السعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وهناك من يطمئن الى ان المعاملات القانونية بين باريس والرياض حول المشتريات شارفت الانتهاء، والمرحلة الثانية ستكون بين باريس وبيروت.

صحيح ان لبنان شارك في اجتماعين لـ"التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب" في جدة وباريس لكن لبنان لم يطلب أي دعم عسكري جوي لقصف مراكز الارهابيين، وثمة تفاهم مع الاميركيين وغيرهم على مد الجيش وبقية الاجهزة الامنية بالسلاح الملائم لمقاتلة الارهابيين في حال أي اعتداء جديد.

واعربت مصادر قيادية عن ارتياحها الى عدم دخول لبنان سياسة المحاور، فقد اختار ان يكون في الفلك الروسي والسوري والايراني ويتكل على قواه المسلحة لمواجهة أي عدوان جديد. وأبدت ارتياحها الى هذا الموقف، مع التشديد على أن "داعش" لها مؤيدون في طرابلس وفي عرسال، وثمة خلايا نائمة في بعض المناطق اللبنانية، خاضعة للرقابة الامنية.