رأت صحيفة "الوطن" السعودي انه "من المثير للدهشة والحيرة أن يصرح الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بأن بلاده تنوي تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، وهي التي عملت عبر سنوات طويلة على إضعاف هذا الجيش، وخلق "حزب الله"، وتقويته، ليكون شوكة في خاصرة لبنان، وعقبة في طريق أداء الجيش لمهامه الوطنية".

وأضافت "يبدو أن إيران، في بحثها عن دور إقليمي، لم تعد قادرة على ابتكار طرائق ممارسة هذا الدور، وأنها تحاول الاهتداء إلى طرق أخرى تتجاوز ما عرف عنها من التدخلات السافرة في شؤون الآخرين، واستنبات الجماعات المسلحة، لأن تلك الطريقة باتت مما عفا عليه الزمن، خاصة بعد انكشاف أهداف هذه الميليشيات، وتناقض مواقفها، من خلال الأزمة السورية".

وأشارت الى انه "لا يمكن التعليق على هذا التصريح إلا بأحد قولين: الأول، أن إيران تتخبط سياسيا، بعد الأحداث التي عصفت بالمنطقة، ولذا لم تعد قادرة على ترتيب أوراقها، أو معرفة أولوياتها، والثاني، أنها تشعر باحتراق ورقة "حزب الله"، بعد موقفه من الحرب على الإرهاب، خاصة الحرب على "داعش"، وهو التنظيم الذي استفاد منه "الحزب"، وحليفه النظام السوري، وبعد بعض ممارساته غير الوطنية، عند احتلال بلدة "عرسال"، مما جعل الرفض الشعبي اللبناني لهذا الحزب يتزايد، وذلك يعني تآكل الذراع الإيرانية في لبنان، لتبدأ إيران في البحث عن ذراع بديلة، لكنها لم تستطع أن تحدد هوية هذه الذراع، فذهبت إلى اقتفاء الأثر السعودي النقي من الطائفية والأطماع، والهادف إلى مصلحة لبنان العربية، من دولة عربية، دون اعتبارات أخرى".

واوضحت انه "لو أن إيران تهدف إلى مصلحة الوطن اللبناني، لوجهت إلى جيشه النظامي شحنات الأسلحة التي كانت ترسلها إلى حزب الله عبر ثلاثة عقود، لكنها لم تلوح بذلك إلا بعد الشعور بفشل سياسي كبير، وهي الآن تحاول إيجاد مخرج منه، لكنها عاجزة عن إيجاده".