على وقع ضربات أميركا وحلفائها ضد مواقع "داعش" في سورية والعراق، مُرفَقة بعلامات استفهام كبرى حيال النوايا المبيَّتة لواشنطن خلف تلك الحرب المكلفة، كشفت تقارير أمنية ألمانية أن تل أبيب بصدد شنّ عدوان "هو الأخطر" ضد حزب الله في لبنان، وهي أنجزت خطة عسكرية دعمتها بعمليات تجنيد لافتة في الفترة الأخيرة، شملت العشرات من العملاء في مناطق شبعا والعرقوب، بالتزامن مع تنشيط "خلايا داعشية" في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، قوامها المئات من المسلَّحين الذين تسللوا إلى لبنان وسط النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك، قالت التقارير إنهم بانتظار الضوء الأخضر لافتعال تفجير خطير ضد حزب الله في الضاحية الجنوبية، بمواكبة "حراك تفجيري" في عرسال وطرابلس، تصل تداعياته إلى قلب العاصمة بيروت.

وفي وقت أشارت محطة "إن دي إر" الألمانية - نقلاً عن وثيقة أمنية - إلى أن "إسرائيل" جبهة القنيطرة لتكون بديلاً عن سقوط القلمون "معقل حزب الله"، حسب وصفها، نظراً إلى موقعها الاستراتيجي الممتد حدودياً مع لبنان، كمقدمة لحربها المُزمَعة ضد الحزب في الجنوب اللبناني، حيث ستسمح "إسرائيل" للمسلحين الذين ساعدتهم لوجستياً واستخبارياً بالسيطرة على المعبر الحدودي ومناطق أخرى في القنيطرة، والتسلل باتجاه قرى في الجنوب، بمؤازرة خلايا إرهابية شكّلها الموساد في بلدات شبعا والعرقوب وراشيا، يتم تأمين عناصرها عبر معبري بيت جن والغجر، وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن أدلة أمنية تؤكد اقتراب شن حرب وصفتها بـ"العنيفة جداً" ضد حزب الله في جنوب لبنان، بالتزامن مع ما أشار إليه موقع "دبكا"، ومفاده أن "إسرائيل" لن تفوّت فرصة "الانقضاض" على الحزب في هذا التوقيت "المناسب"، نظراً إلى انشعال العالم بالحرب على "داعش"، والضغوط التكفيرية الهائلة التي يتعرّض لها في لبنان وسورية. وإذ لفت إلى أن المواجهة المقبلة ستكون صعبة في ظل الترسانة الصاروخية التي أنشأها في السنوات التي أعقبت حرب تموز 2006، أكد الموقع العبري أن الجبهة الشمالية باتت معرَّضة للانفجار في أي لحظة، معتبراً أن هذه المواجهة باتت وشيكة، فيما كشف موقع "معاريف" نقلاً عن "دان جولدفس"؛ قائد كتيبة مشاة في الجيش "الإسرائيلي"، أن "إسرائيل" باتت جاهزة - بعيداً عن الضوضاء الإعلامي - للحرب المقبلة مع حزب الله.

إلا أن اندفاعة تل أبيب لتمرير عدوان ضد حزب الله على هامش الضربات الأميركية وحلفائها ضد "داعش" في هذا التوقيت، خرقها تقرير سري أميركي وصلت معلوماته إلى أحد الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" مؤخراً - وفق تأكيد سفير دولة إقليمية في موسكو - حمل تحذيرات للقيادة العسكرية "الإسرائيلية" من مغبّة فتح أي مواجهة مع حزب الله غير مأمونة العواقب، لأنها ستكون كارثية على "إسرائيل". وينقل التقرير عن مدير مكتب التحقيقات الأميركي "جيمس كومي"، دهشته إزاء حصول الحزب على تقنية سعت أميركا للوصول إليها منذ 13 عاماً، فـ"الحزب شرع باستخدام طائرات هجومية من دون طيار كشفتها المجريات الميدانية مؤخراً في عرسال اللبنانية وجرودها، عبر تنفيذه عملية عسكرية نوعية بنجاح تام ضد مواقع لداعش داخل البلدة"، متوقفاً أمام قدرة منظمة مقاتلة - وليس دولة - بالوصول إلى تلك التقنية، لتكون بمصاف ثلاث دول تستخدم طائرات بلا طيار بمهمات قتالية، وهي أميركا وبريطانيا و"إسرائيل".. إلا أن أخطر ما تضمنه التقرير، إشارته إلى احتمال تجاوز مقاتلي حزب الله هذه المرة - في حال اندلاع أي مواجهة مع "إسرائيل"، حدود المستوطنات الحدودية باتجاه عمق الداخل "الإسرائيلي"، وتحديداً تل أبيب، وذلك بناء على معطيات استخبارية أميركية.

وبانتظار جلاء غبار الضربات الأميركية وملحقاتها على الأراضي السورية والعراقيّة وتداعياتها على المنطقة بأسرها، تبقى احتمالات المواجهة بين "إسرائيل" وحزب الله مفتوحة على مصراعيها، خصوصاً بعد المستجدّات الميدانيّة في القنيطرة، مترافقة مع معلومات كشفتها مؤخرا مجلّة "ديفينس نيوز" الأميركية، تشير إلى اتفاق عسكري سرّي بين واشنطن وتل أبيب يسمح باستخدام "منسّق" لأسلحة الجو "الإسرائيلية" والأميركية في سماء سورية في الفترة اللاحقة، قد يكون أهم أسبابه استهداف مواقع حزب الله، في ظل تأكيدات أمنية إقليمية على وضع اللمسات الأخيرة على قرار نشر 15000 من جنود القوات الخاصة الأميركية على الحدود الأردنية مع سورية، ربطاً بـ"حرب برّية" قد تخرق مجريات المشهد الإقليمي في الأسابيع المقبلة، خصوصاً في سورية.