- في يوم واحد مجزرتان، في مجلس النواب وعنوانها اغتيال سلسلة الرتب والرواتب التي كانت عيدية الفقراء كما وصفها الرئيس نبيه بري، لكن ما تضمّنته من تعديلات على مضمونها تكفّل بأن تولد ميتة، فقد جرت إطاحة كلّ المكاسب التي تحققت للعسكريين بموجب المشروع حتى اضطر الضباط إلى مراجعة قيادتهم وإبلاغها بلهجة متشدّدة نقلها وزير الدفاع إلى رئيس المجلس النيابي رفضهم القاطع لهذه التعديلات، هذا طبعاً بينما يقف على أكتاف ودماء هؤلاء العسكريين مستقبل الوطن، كأنّ الرئيس فؤاد السنيورة عرّاب التعديلات التي تبنّاها تياره ثم حلفاؤه فصارت رسالة قوى الرابع عشر من آذار مجتمعة كما نقلها النائب جورج عدوان إلى الرئيس بري كشرط لتمرير السلسلة، لتصير محاولة اغتيال صمود وتماسك الجيش المجزرة الثانية.

- لن يسمح اللبنانيون للسنيورة أن يكرّر المجزرة التي ارتكبها بحق المؤسسة العسكرية قبل عقدين من الزمن يوم كان وزير دولة للشؤون المالية وكادت تفجر البلد، ولن ننسى كلامه يومها أنّ الجيش فائض وظيفي، والمال الذي يدفع له رشوة سياسية وأمنية، وأنّ نزيف الموازنة وجمود الاقتصاد يعودان إلى التستّر على هذا الوضع الشاذ.

- بالتوازي مع مجازر السنيورة كان حلفاؤه في حمص يرتكبون مجزرة أشدّ بشاعة بحق الطفولة البريئة، وهم أنفسهم الذين اعتصم لأجلهم يوم كانوا محاصرين في حمص القديمة، وهو يحمل مع حلفائه من مناصري «جبهة النصرة» يومها شعارات تدعو إلى نصرتها.

- مجزرة حمص إفلاس كإفلاس مجزرة السلسلة، وكلاهما لعب بالدم، ففي حمص لم يعد ثمة أمل يُرتجى من الرهان على المتغيّرات العسكرية، وريف دمشق يتجه إلى الحسم، فتصير التفجيرات الدموية الإرهابية، لاستدراج مثلها طائفياً، أمل لدى القتلة لتفجير الفتنة التي تخطتها سورية بوطنية عالية وهمّة وعزم وحزم.

- المؤلم أن لا تملك في لحظة قاسية إلا العض على الجراح.