لفت رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع الأستاذ ​عبد الهادي محفوظ​ الى أن "الإنقسامات السياسية والطوائفية في المنطقة تزرع الهواجس والمخاوف والتفجيرات ومواجهة ذلك غير ممكنة إلا بالحوار الهادئ فالفتن الطائفية تؤدي إلى التفكك والتفتيت والإنهيار"، مشيرا الى أن "الحوار لمعالجة المشاكل هو ما دعا إليه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في رسالته الملهمة للإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني فهذه الرسالة لوسائل الإتصال الإجتماعي تنطوي على تأملات عميقة لتعزيز أشكال الحوار وفتح نقاشات جدية".

وأوضح محفوظ خلال ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام أن "ما ذهب إليه البابا كان قد استوقف سابقا الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي ربط الإعلام بالوظيفة التي تعطى له فإما أن يكون بناءً أو أن يكون هداما فالإعلام يصنع الرأي العام ويوجهه"، لافتا الى أن "التنظيمات الدينية المتطرفة تعتمد على مواقع التواصل الإجتماعي والمؤسسات المرئية والإذاعية والمكتوبة لتعميم الكراهية وإلغاء الآخر ولا ينبغي أن ننكر أنها تستفيد من المناخات الطوائفية والإنقسامات لاستقطاب الشباب".

وأكد أن "الإسلام براء من دعوات التهجير والقتل ومصادرة الأملاك وتهديد الأقليات، فالأديان هي واحدة عندما نلتقي في الله وهي في الأساس غايتها خدمة الإنسان وبنائه إلى أي دين أو طائفة انتمى"، مشيرا الى أن "خطورة ما جرى في العراق وليبيا وما يتهدد لبنان يُذكِّـر ما كان منظِّـر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل يدعو له خلال الإحتلال الأميركي للعراق عندما رأى ضرورة إعادة بناء الهلال الخصيب استنادا إلى مكوناته البدائية الأولى وهكذا استنتج بضرورة تقسيم العراق وسوريا ولبنان واستثنى من ذلك اسرائيل والأردن".

وشدد محفوظ على أن "المطلوب لمواجهة هذا الخطر الوجودي المتمثل بالتكفير والإرهاب، عبر تحصين الوحدة الوطنية وإطلاق عملية حوار واسعة بين رجال الدين على اختلاف طوائفهم لتعزيز المشترك بين اللبنانيين ولإبراز القيم الدينية الواحدة، وتعريف ما هو المقصود بالإسلام المعتدل إذ لا يكفي إطلاقا توصيف الإرهاب والتكفير عند الكلام عن "داعش" و"القاعدة" ومتفرعاتها".

ورأى أن "هناك تقصير من النجف ومن الأزهر ومن ايران والسعودية. وقد يكون لبنانيا سماحة المفتي عبدالله الدريان هو الأكثر جرأة بين رجال الدين الذي قارب الموضوع من زاوية ايمانية عقلانية عندما طالب رجال الدين المتنورين وخطباء الجمعة ليـُعرِّفوا الإسلام كدين تسامح ورفق وانفتاح ومحبة ورحمة وعندما نزع غطاء النص عن ما يدعيه المتطرفون باسم الدين".