جزم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أن مرشحه للرئاسة لا يزال النائب هنري حلو وذلك بعد لقاء رئيس حزب "القوات ال​لبنان​ية" سمير جعجع، المرشح العلني الوحيد للرئاسة ببرنامج متكامل، وفسّر عارفون بجنبلاط كلامه بأنه رسالة الى زعماء البلاد ولا سيما منهم رؤساء الكتل النيابية، بأن المساعي والجهود المكثّفة لإيجاد مخرج وإحداث خرق في حائط الأزمة الرئاسية فشلت، بسبب تمسك كل فريق بموقفه، من دون إبداء أي مرونة في ظل هذه الظروف البالغة الخطورة، فيما البلاد مهددة في أي وقت وفي أي بقعة بهجوم إرهابي من مسلحي "جبهة النصرة". ولا أحد يستبعد انضمام عناصر أخرى من تلك التنظيمات التي تتركز قوتها العسكرية في العراق أولاً، وتقاتل البشمركة كما أنها تقاتل الأكراد في كوباني وتتلقى الضربات الجوية الكبيرة، وفي سوريا تقاتل النظام.

وقلّل مسؤول حزبي بارز أهمية لقاء معراب في تغيير الأزمة الرئاسية، لأن جنبلاط عاجز عن إقناع جعجع بالانسحاب، ولأن جعجع سيطالب بأن يكفّ العماد ميشال عون عن تعطيل النصاب وأن يحضر الى مجلس النواب في الجلسة المقبلة، ولتحصل عملية الاقتراع، وهذا لن يكون لأن سيد الرابية يعتبر نفسه الشخصية المارونية المؤهلة لتسلم رئاسة الجمهورية، باعتباره ترجمة للوجود المسيحي السياسي في لبنان، وأن الرئيس الضعيف لم يعد مقبولاً، فكما أن التمثيل السني لرئاسة الحكومة كان للرئيس سعد الحريري، وكما أن رئاسة مجلس النواب مخصصة للأقوى شيعياً، ولا أحد يمكن أن يمثل الطائفة إلا الرئيس نبيه بري بالتفاهم مع "حزب الله" يطالب عون بالمثل، أي أن يكون رئيس الجمهورية المنتخب هو الأقوى شعبياً.

وانتقد سفير دولة كبرى ما يطالب به رئيس "التيار الوطني الحر" لجهة أن يكون الرئيس الذي سيجلس على كرسي الرئاسة في بعبدا قوياً وذا تمثيل شعبي غير طائفي، ليس فقط في بيروت بل في مناطق عدة من البلاد. ونبّه الى أن الجنرال قد يكون على حق، لكن هذا ليس الآن أوانه، لأن المطلوب توحيد القوى السياسية لتحصين البلاد التي تتعرض لهجمات عسكرية من "النصرة"، وربما مستقبلاً تستفيق خلايا نائمة في بيروت، ولكن الوضع في طرابلس وبعض القرى في عكار مقلق نظراً الى التعرّض الدائم للجيش، وهذا في رأي السفير عينه غير بريء، لان الجيش هو المؤسسة الوحيدة المعوّل عليها في حفظ الاستقرار السياسي والأمني.

وحذّر من أن يكون التصلب في المطالبة برئيس قوي قبل انتهاء السنة، سبباً لنشر الفوضى اذا قرر الارهابيون شن هجوم ثالث على الجيش في غير عرسال، وعلى الحزب في محور آخر غير بريتال – يونين. وأيّد عودة الحوار حول طاولة يديرها بري أو سلام للاتفاق على رئيس تسوية، والكل يعلم أن أي رئيس لن تطلق يداه لدى تسلمه مقاليد الرئاسة. ودعا عون الى نشر لائحة تتضمن عناوين ما سيقدم عليه في حال فوزه في الرئاسة، وكيف سيحرر جرود عرسال من مسلحي "النصرة"؟ وهل سيعيد التواصل مع الرئيس بشار الأسد؟ وكيف يحصن الحدود مع سوريا لمنع تدفق اللاجئين الذين أصبحوا عبئاً على الأمن والاستقرار وخللاً في الحركة الاقتصادية والطبابة والتعليم وسوق اليد العاملة المضاربة على مثيلتها اللبنانية؟ وهل يطلب من الحزب الانسحاب من سوريا؟ هذه نماذج من أسئلة عديدة لملفات ضخمة تتراكم كلما تأخر انتخاب رئيس للبلاد، فيما الأزمة السورية تطول من دون القضاء على التوسّع العسكري لـ"داعش" و"جبهة النصرة".