رأت صحيفة "الراية" القطرية أن "فكرة تكوين المعارضة لجيش وطني سوري يستطيع أن يقف ندا في وجه قوات الرئيس السوري بشار الاسد التي أصبحت مترهلة وتقصف السوريين بشكل عشوائي وبدون وازع من ضمير إنساني لتقطف البراميل المتفجرة زهرة الشباب السوري يجعل من الفكرة التي ولدت من رحم الأزمة هي المشروع الثوري الحقيقي الذي يحتاج لدعم عربي ودولي كبيرين من خلال المساهمات المادية والعسكرية، وتقديم يد العون بلا قيد أوشرط لمعارضة حقيقية يجب أن تكون ذات عناصر وقيادت قوية في الداخل والخارج وميدانيا حتى تستطيع أن تحقق كل مطالب الشعب السوري الذي هجر بلاده ليعيش الشتات في دول الجوار تارة يعاني برد الشتاء القادم على الأبواب، وتارة أخرى يواجه الغرق في أعالي البحار عن طريق الهجرة غير الشرعية، ومرة ثالثة ضاقت عليهم أراضٍ وبلاد كلبنان الذي أصبح لا يستطيع أن يتقبل مزيدا منهم".

وأشارت الصحيفة الى أن "فكرة تكوين جيش وطني ينضوي تحت لواء المعارضة يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتدريبات العسكرية الصعبة وتمويل الدول الصديقة المؤيدة لحل الأزمة السورية طالما أن التسويات السياسية باءت بالفشل في ظل تعنت نظام الأسد، وعدم رغبته في الرحيل وترك السلطة"، لافتة الى أن "المعارضة إذا ما كانت جادة في مسعاها فعليها أن تحدد بالضبط كم سيكون عدد هذا الجيش وكيف سيكون تسليحه ومن هم قياداته المدربة تدريبا عسكريا حقيقيا؟ وماهي تكاليفه ومن هي الدول أوالتحالف الذي سيدفع فاتورة تمويله حتى يقوى على المواجهة؟".

وأوضحت أن "تلك التساؤلات التي تطرح نفسها قبل المضي قدما إلى تحقيق هذا المسعى الذي لو تم لكان له مفعول السحر في حل الأزمة السورية بجذورها، والتي باتت منذ أكثر من ثلاثة سنوات عصية على الحل بسبب تمسك الأسد بالسلطة"، معتبرة أن "مما لاشك فيه فإن رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية أحمد طعمة حين يكشف عن السعي لإنشاء هذا الجيش الوطني السوري لحماية المنطقة الآمنة التي قد تنشأ في الشمال السوري، خلال أربعة أشهر، وأن دولا مثل السعودية حين تتعهد بتدريبه وتأهيله، كما أن مرجعيته ستكون لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة فإن هذا الطرح الجيد لابد له من تأييد حقيقي، على أن يكون هذا الجيش غير محسوب على حساب فصيل دون آخر".