اوضحت أوساط وزارية في قوى "14 آذار" لـ"الراي" ان "المواقف التي أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق لا تعني ان ثمة رغبة لدى "تيار المستقبل" او حلفائه داخل الحكومة في افتعال أزمة حكومية لا يسمح بها الآن اي ظرف، بل ان هذه المواقف التي لاقت ترحيبا شديداً لدى قوى "14 آذار" اريد منها القول لـ"حزب الله" ان مضيه في السياسات الأحادية الميدانية على الحدود الشرقية او داخل سورية وصل الى الخط الأحمر وتجاوزه وان مبدأ الشراكة الحكومية بات على المحك الحاسم لان فريق "المستقبل" و"14 آذار" لن يبقى بعد اليوم في اطار رد الفعل والاعتراض الكلامي والإعلامي على هذا التفرُّد بعدما بدأت البلاد تنزلق الى متاهات أمنية شديدة الخطورة".

ولا تجزم المصادر اطلاقاً بما اذا كان "حزب الله" سيظهر اي مبادرة او نية لاحتواء ما تضمّنه خطاب المشنوق من دلالات لجهة صعوبة الاستمرار في مهادنة الحزب واتباع سياسات مرنة معه "بعدما ظهر انه لا يقيم اي اعتبار لمسألة تقوية الصوت السني المعتدل الذي يجسده تيار "المستقبل"، وضرب عرض الحائط بكل المطالبات المتصاعدة للانسحاب من سوريا وحتى لتخفيف تورطه تدريجاً مما يخفف وطأة الذرائع للتنظيمات الارهابية في استهدافها للجيش اللبناني ومناطق الحدود الشرقية".

واشارت المصادر نفسها الى النمط الإجرامي الذي بدأ يعتمده الإرهابيون في استهداف العسكريين اللبنانيين كما حصل في عكار مرارا، حث بدأ يلزم فريق "المستقبل" و"14 آذار" في الحكومة باتخاذ مواقف مختلفة اكثر تشدداً وجذرية حيال الحزب، علماً ان مواقف المشنوق الاخيرة كشفت عمق التراكم في معطيات أمنية منذ اندلاع مواجهة عرسال الاولى في 2 اب الماضي وتباعاً الى مواجهة بريتال وما بعدها، وهي معطيات كانت لا تزال قيد التداول ومحاولات المعالجة ضمن الكواليس السياسية والأمنية والحكومية، وجاء خطاب المشنوق ليكشف "رأس جبل الجليد" فيها منذراً بان الكأس قد طفحت بها.