أكد وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ان "للبنان دورا يلعبه بين الامم"، مشددا على أن "صد هذا الدور لا يفيد اي من الجهات ذات التأثير في المجتمع الدولي"، متسائلا: "نحن غالبا ما نكون محط الاهتمام، فهل يكون هذا الامر من حسن حظنا أم من سوئه كما يظن البعض؟"، لافتا الى "اننا نتمنى أن تستفيد ديبلوماسيتنا من هذه الفرصة لتمتين علاقاتنا مع بقية العالم، وتساهم في انفتاحنا عليه من أجل لقاء عائلاتنا القريبة والبعيدة".

وخلال رعايته افتتاح دورة تدريبية للديبلوماسيين العاملين في الخارحية حول التطورات في العلاقات الدولية، أضاف باسيل: "نلاحظ من خلال العلاقات الدولية المعاصرة أن النموذج الغربي لا يحظى اليوم بالاجماع، فهو يتنافس مع نماذج قوى أخرى كالقوى الناعمة أي POWER SOFT الصينية التي تجمع بين الاقتصاد المؤطر والقيادة السياسية، ويواجه أيضا الطليعة القومية، ويجب ألا ننسى اجتماع القوى الخمس كقوى البركس الذي يطيح بالانقسامات التقليدية ليتحدى تفوق النموذج الغربي، فهذا التفوق الغربي اللاهث لمواجهة القوى الاقليمية بوجود فاعلين اقتصاديين وماليين دوليين أقوى من الدول، وظهور عوامل سياسية وجرمية كالمنظمات الارهابية وغيرها".

ولفت باسيل الى "اننا نشهد على زيادة خطورة تغيير حدودنا، خوصا في العالم العربي، فهذه التغيرات قد تؤدي الى تجرؤات داخلية"، مشيرا الى "تزايد الضغوط على الحدود التقليدية التي ورثناها عن سقوط الامبراطورية العثمانية وسقوط الاستعمار، نتيجة الضغوط الديموغرافية".

ورأى باسيل انه "تبقى أهم مهمة أخذتها الدبلوماسية اللبنانية على عاتقها، رغم معاناة البلد، هي العمل من أجل مواطنة فلسطين من قبل القانون الدولي، ومن أجل ألا تبقى اسرائيل إلى أجل غير مسمى عند هذا الاسثناء الغريب، ومن أجل ألا تستمر كونها دولة دينية متعصبة تدعي الديموقراطية وتتمادى بالافلات من العقاب، وتضطهد شعبا بأكمله وتهجم على جيرانها، ولا تفهم إلا لغة الحرب والعنف".