استبعد سفير الائتلاف السوري لدى فرنسا، منذر ماخوس، أن "يطرأ أي تحول في صفوف الطائفة العلوية التي هي في معظمها موالية للنظام السوري، وكل ما يحصل لن يتجاوز التأثير المعنوي وردود فعل محتشمة، كما وصفها".

ورأى ماخوس في حديث صحفي أن "هؤلاء رهينة في يد النظام يستعملهم وقودا في حربه ضد الشعب السوري"، موضحاً أن "الطائفة التي في معظمها مؤيدة له باتت تستقبل كل يوم العشرات من أبنائها الشباب محملين في توابيت، ستدفع في النهاية ثمن مواقفها بعدما يكون فات الأوان"، ملقياً "اللوم على المعارضة السورية التي لم تبذل جهودا منذ البداية لجذب الطائفة العلوية إليها"، لافتاً الى أن "أي علوي يخرج عن بيت الطائفة يكون عقابه مضاعفا في سوريا، وذلك في سياسة يتبعها النظام لمنع أي سلوك من هذا النوع".

وفي سياق متصل، لفتت مصادر المعارضة لـ"الشرق الأوسط"، الى أن "النظام يتبع سياسية العصا والجزرة مع الموالين في حمص"، موضحةً أنه "انتهج سلوكين متناقضين في محاولته تطويق تداعيات انفجار عكرمة، تمثل الأول في القضاء على محاولات الاحتجاج في حمص من خلال الضغط على منظميها بالاعتقال أو التهديد المباشر أو غير المباشر، بينما تمثل سلوكه الثاني في قيامه بخطوات استرضائية بدأت بزيارات من قبل قيادات في النظام لذوي الضحايا، ومنهم وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار الذي سارع بتقديم العزاء لهم في الرابع من هذا الشهر، إضافة إلى إغراق هذه الأحياء بخدمات الجمعيات الإغاثية المرتبطة بالنظام، ومنها جمعية بسمة، التي تتبع أسماء الأسد "عقيلة الرئيس السوري" بشكل مباشر، وتقديم الهدايا للجرحى".

وأكدت المصادر أن "زيارات قيادات أمنية إلى عائلات ضحايا حمص وفاعلياتها تخللتها وعود بشن حملة عسكرية على حي الوعر، وهو الحي الوحيد الذي لا يزال خاضعا لسيطرة قوات المعارضة في المدينة، بعد توصل النظام والمعارضة في أيار الماضي إلى اتفاق، خرج بموجبه مقاتلو المعارضة من أحياء حمص القديمة"، مشيرةً الى أن "تفجير عكرمة يأتي في سياق محاولات النظام لإحباط هدنة حي الوعر التي يجري التفاوض حولها منذ 3 أيار من هذا العام"، لافتة إلى أن "المفاوضات أوشكت على الوصول إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها قبيل تفجير عكرمة، وأن التفجير عمل على تفخيخ المفاوضات وإنهائها".

ورأت المصادر أن" النظام اتبع منهج إعادة توجيه هذه الاحتجاجات بما يخدم مخططاته، ضمن محاولات قمع حركة الاحتجاج في حي عكرمة، حيث سيَّر حشودا كبيرة من مناصريه في أحياء الزهراء والعباسيين وعكرمة والنزهة، ورفعت هذه المسيرات شعار القصاص من أهالي الوعر، وطالبت النظام بتسريع حسم الوضع الأمني في الحي باستخدام القوة العسكرية المتاحة كاملة"، مشيرة إلى أن "النظام تبنى تلك الشعارات كأساس لبداية حملته العسكرية التي انطلقت ضد حي الوعر وتمثلت في القصف الصاروخي والمدفعي الكثيف والمتواصل، بما يشبه السياسات التي انتهجها النظام أثناء تفريغ حمص القديمة".