استبعد النائب السابق ​اميل اميل لحود​ أن يكون ارتفاع حدة خطاب نواب تيار "المستقبل" وآخرها موقف وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ بوجه حزب الله مؤشر لتدهور الاوضاع في الداخل اللبناني على خلفية تدهور العلاقات الايرانية–السعودية، لافتا الى ان المشنوق سعى ومن خلال موقفه الأخير لهدفين أساسيين، الشحن المعنوي والسياسي مع تراجع شعبية تياره، والتأكيد على انتمائه وثوابته بعدما كان الأكثر انفتاحا على الحزب في المرحلة الماضية.

واعتبر لحود في حديث مع "النشرة" أن الاشكال الداخلي قائم اصلا ولا ينتظر سجالا من هذا النوع، "فالتشنج والمواجهة موجودان منذ اعتمادنا ما يسمى بسياسة النأي بالنفس والتي أعطت غطاء لفريق 14 آذار باحتضان الجماعات الارهابية والمتطرفة والتي بات اليوم يسعى مع حلفائه لمحاربتها".

وقال لحود: "هم يضربونهم بالجو ويدربونهم في البر وبالتالي يدعمونهم بيد ويأخذون منهم باليد الأخرى، وبالتالي، طالما أن الأوضاع على ما هي عليه ستستمر انعكاساتها السلبية على الداخل اللبناني".

دخول المواجهة

واستهجن لحود اتهام 14 آذار لحزب الله باستجلاب الجماعات المتطرفة الى لبنان بسبب قتاله في سوريا، سائلا: "هل الاكراد والازيديون والمسيحيون قاتلوا هذه الجماعات كي يقتحموا قراهم ويهجّروا اهلهم؟"

ورأى أننا اليوم بكنف مشروعين، الأول مدعوم اميركيا ويضم دول الخليج وتركيا واسرائيل، والثاني يضم روسيا والصين ودول الممانعة، وبالتالي نحن في حرب علنية.

وقال لحود: "اعتمدنا سياسة النعامة التي تضع رأسها في الرمال طوال المرحلة الماضية ظنًّا اننا بذلك نجنب بلدنا النيران السورية فاذا بها تأتينا ومعها أكثر من مليوني نازح سوري وبؤر أمنية متفرقة على الاراضي اللبنانية". واعتبر لحود انّه كان علينا أن ندخل المواجهة أبطالا وحلفاء للنظام السوري والجيش السوري من منطلق رد الجميل والوفاء لهما.

وتوقع لحود ان تستمر المواجهات مع الجماعات المسلحة على الحدود الشرقية: "فقد أعطيناهم 3 سنوات ليحولوا مناطق لبنانية قواعد لهم، حتى ان الوقاحة والعدوانية بلغت بهم حد اختطاف عسكريين لبنانيين واحتجازهم على اراض لبنانية... ما يعني أننا بخضم حرب موصوفة".

الوصول الى الهاوية

ونبّه لحود الى مدى خطورة محاولات البعض خلق حالة طائفية معينة بقلب المؤسسة العسكرية من خلال الدفع للانشقاق وغيرها من العمليات: "أقل ما يمكن لتيار المستقبل أن يقوم به هو اعلان فصل خالد الضاهر من الكتلة، الا ان القرار ليس بيد هذا التيار بل بمكان آخر، علما أن اصواتًا كأصواته مطلوب أن تبقى".

واشار لحود الى ان "الضاهر نفسه صرّح في مرة من المرات أن ما يقوله هو بالعلن يقوله نواب كتلته بالسر... وهنا تكمن الخطورة"، مشددا على ان "تيار "المستقبل" لا يمثل السنيّة السياسية المعتدلة فمن لا يقرن أقواله بالأفعال يكون مجرد مُدَّعٍ". وأضاف:" عائلات كرامي وسعد والحص وغيرها هي التي تمثل الاعتدال السني في لبنان".

وتطرّق لحود للوضع السياسي، معتبرا أن الأمر الواقع بات يفرض نفسه على المعادلة، ومنطق "نمشي بالتي هي أحسن"، واصفا استلام الوزراء الـ24 صلاحيات رئيس الجمهورية بـ"الهرطقة الدستورية".

وشدّد على ان "الدولة بحاجة اليوم لاعادة بناء، باعتبار ان الترقيع لم يعد ينفع"، وتابع: "المطلوب البدء باعادة اعمار أساسات هذه الدولة من خلال قانون جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية ويقوم على اساس لبنان دائرة واحدة مع النسبية".

واشار لحود الى اننا وصلنا الى الهاوية وبات علينا أن نقفز، فنغيّر أسس اللعبة من خلال مؤتمر تأسيسي أو "طائف جديد"، فـ"العدة التي بين أيدينا لم تعد تنفع".